
الشهداءُ هم أولئك الذين أضرموا في أجسادهم نارَ التضحية، احترقت أجسادهم لتنير لنا طريق الحرية. لقد قدموا أرواحهم فداء لقضية سامية، فتحولت دمائهم إلى شعلات تذكرنا بأنّ الحرية لا تمنح، بل تنتزع بإرادة المقاومين. ونحن اليومَ نقف على أرض تحررت بإرادة الجماهير، بفضل قائد السلام عبد الله أوجلان، وبفضل دماء الشهداء الذين سقطوا كالنجوم ليهدوا الأمة إلى برِّ الأمان. الشهداء مصابيح في ظلام الاستبداد لم يكن الشهداء مجرد أسماء تكتب على النصب، بل كانوا حراس القيم الإنسانية، حملة مشاعل الكفاح. لقد عاشوا بروح الرفاقية، وتنازلوا عن كلّ غالي في سبيل أن يرفع المجتمع رأسه حرًّا. كانوا خيارهم الوحيد هو إما النصر وإما الاستشهاد، فلم يترددوا في اختيار الموت من أجل أن يحيا شعبهم بكرامة. “استكمال طريق الشهداء هو استكمال لطريق الحرية” نحن اليومَ، ونحن نسير على الدرب الذي رسمه الشهداء، نعلنها بصوت واحد: “طريق الشهداء هو طريق الحرية”. لقد تركوا لنا إرثا عظيما نستمدّ منه: •روح المقاومة: فالشهيد لم يستسلم، قاتل حتى آخر نفس، معلمنا أنّ الانحناء ليس خيارا. •القيم الرفاقية: فالتضامن بين المقاتلين كان سلاحا أقوى من الرصاص. •التضحية في سبيل الهدف: فحين يكون الهدف ساميا — كالحرية والكرامة — تصبح التضحية بالروح أمرًا يسيرا. الشهداء أحياء في ضمير الأمة الشهداء لم يموتوا، بل صاروا ذاكرة حية في ضمير كلّ من يؤمن بالحرية. هم يذكرونا بأنّ الدم الذي سُفِكَ لم يذهب هباء، بل صار بذرة لغرس مستقبل حرّ. كلّ خطوة نخطوها نحو العدل هي إحياء لرسالتهم، وكلّ انتصار نحققه هو نصر لهم. في النهاية ولانهاية: الشهداء لم يعودوا بيننا جسديا، لكنهم مازالوا هنا — في هتافاتنا، في صمودنا، وفي كلّ خطوة نحو الحرية. هم النجوم التي لا تغيبها الظلمة، والذين يضيئون الدرب للأجيال القادمة. لن ننساهم، ولن نخذل دماءهم، لأنّ دربهم هو دربنا، وطريقهم هو طريق النصر طريقنا والشهداء هم قادتنا المعنويون.