
تشهد المنطقة والعالم تطورات متسارعة. خلال شهر واحد، طرأت تغييرات مهمة عديدة على المشهد السياسي اليومي. يومًا بعد يوم، تتضح سياسات الدول الأجنبية تجاه مستقبل الشرق الأوسط، ويتضح ما تريده من شعوب الشرق.
بدعوته للسلام والمجتمع الديمقراطي، وضع القائد آبو الدولة التركية في موقف يُجبرها على تغيير سياستها. لذلك، شُكِّلت لجنة تحت رعاية البرلمان التركي لجمع الآراء والنقاشات حول هذه العملية. شُكِّلت هذه اللجنة في إطار دعوة القائد آبو لعملية السلام.
في الوضع الراهن، يتضح مما يُرصد أن عمل هذه اللجنة مستمر، وأن العملية تدخل مرحلتها الثانية. ومع ذلك، لم يُحرز أي تقدم يُذكر في السياسة التركية حتى الآن.
على الحركة السياسية الكردية أن تكون على دراية بالتغييرات في سياسة الدولة التركية. في لقاء مع المحامين في 17 أيلول، قال القائد: “لقد وصل مسار عملية السلام والمجتمع الديمقراطي إلى مرحلة الحل القانوني”. آمل أن يكون هناك تغيير في سياسة الدولة التركية وأن يتم اتخاذ خطوة قوية من أجل السلام.
في 8 أب، عقدت الإدارة الذاتية مؤتمر وحدة موقف مكونات شمال وشرق سوريا تحت شعار “معًا من أجل التنوع الذي يعزز وحدتنا والتعاون الذي يبني مستقبلنا”. حضر المؤتمر ما يقرب من 500 مندوب من الشخصيات الثقافية والدينية والعقائدية والاجتماعية، وكان حاضرًا قادة مكونات شمال وشرق سوريا، من الأكراد والعرب والسريان والأرمن والآشوريين والإيزيديين والتركمان والشركس.
وأكد المؤتمر أنهم كمكونات في منطقة شمال وشرق سوريا، مستعدون للعب دورهم الفعال في حل السلام. كما ذكر أن أهمية هذه الوحدة مهمة للغاية في المرحلة الحالية. أعتقد أن وحدة شعوب سوريا ستكون لها آثارٌ عظيمة. هذه الوحدة مُلحةٌ للغاية لجميع شعوب سوريا.
أرسل الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الديني للمجلس الإسلامي العلوي الأعلى، والشيخ حكمت الهجري، رئيس الموحدين الدروز، رسائلَ فيديو إلى المؤتمر. عبّرت الرسائل عن دعمها لأهداف المؤتمر وأهمية الوحدة في مواجهة الهجمات والضغوط.
تحاول إدارة الجولان في دمشق مجددًا الحفاظ على سلطةٍ وعقليةٍ احتكارية، كما فعلت في عهد بشار الأسد. إلا أن مصير الشرق الأوسط لم يعد يسمح بمثل هذه السياسة.
كما هو معلوم، هناك وقفٌ لإطلاق النار بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة المؤقتة في دمشق. إلا أن عصابات الدولة التركية والجماعات التابعة لهيئة تحرير الشام تريد خرقه لتغيير الوضع السياسي وتمهيد الطريق للحرب. يُظهر هؤلاء المهاجمون ضعفهم وهشاشتهم من خلال القيام بذلك. من المهم أن نعرف أن السياسة كالمحيط، ومن لا يفهمها سيغرق. سيكون هذا نصرًا أكيدًا لجميع شعوب وأديان سوريا والمنطقة. إن نموذج الإدارة الذاتية، المستوحى من أفكار القائد، سيخلق حياةً أكثر حريةً ومساواةً وأمانًا لسوريا والشرق الأوسط بأكمله، وهو ما تصبو إليه جميع النساء والمجتمعات.