في الثورات العالمية؛ وبعد نهاية الحروب ، يتم تسمية جميع الأشخاص الذين أخذوا مكانهم في الحرب باسم “ضحايا الثورة”. لكن ثورتنا لم تنته بعد، وهي مستمرة. في ثورة روج آفا وشمال سوريا، كل شخص أصيب في هذه الحرب؛ هو عضو في الحركة. لأن ثورتنا ما زالت مستمرة وما زلنا في طور انتصار الثورة؛ يجب ألا ننظر إلى أنفسنا وكأننا جرحى حرب لا يتطلب منا شيئ. لهذا السبب علينا أن نجد الإجابة على هذا السؤال؛ ما هو خط النداء والاتصال في الثورة؟
الجواب الذي يظهر هو هذا؛ ويجب على كل جندي ومصاب أن يتبع معايير المجتمع الأخلاقي والسياسي وأن يكون إنساناً واعياً وأخلاقياً ومتواضعاً.
ولهذا السبب كانت الدعوة للثورة؛ لا يجب أن تعتقد أبدًا أنك أُصبت، لقد أعطيت جزءًا من جسدك، وهذا يكفي. إن مثل هذا التوجه لا يستحق الدعوة إلى ثورة. والسبب في ذلك هو ذلك؛ كيف نبني طرقًا جديدة للنضال من أجل الثورة وكيف نخدمها وكيف نسير في خط النداء؟ وإذا كانت هناك جهود في هذا المجال فيمكن القول إن هناك تقدماً في خط الدعوة وهناك مسيرة وفق الثورة.
طالما أن الشخص على قيد الحياة، يمكن أن يكون هذا الشخص مبدعًا ، فيجب علينا أن ننظر إلى الدعوة بطريقة فلسفية. ولهذا السبب فإن الأساليب مثل ساقي، ويدي، وعيني، وما إلى ذلك. ذهبت الآن . إذا ذهبت ساقي سأعمل بيدي، إذا ذهبت ذراعي ورجلي سأعمل بعيني، إذا ذهبت عيني سأعمل بعقلي.
لقد دفع كل إنسان ثمناً باهظاً في هذه الثورة؛ ولا بد من العمل على هذا الأساس في فلسفة الحياة والحرية. وعكس كل مساعي الحياة هو فلسفة الموت التي تعبر عن الفشل. وأيضاً الشخص الذي يسلم نفسه تحت مسمى الأذى والدعوة؛ يخدم فلسفة الموت التي لا علاقة لها بالثورة والمسيرة الثورية. ولذلك يمكننا أن نقول ذلك؛ في الثورة جريح الحرب شخص يضع حلولا للمجتمع، ويعمل من أجل المجتمع ولا يوقف مسيرة الحق. ولهذا السبب يمكن القول بأن جرحى الحرب المناضلين في الثورة في شمال سوريا هم “مرشحون للدعوة إلى السلطة”. في هذه العملية التي تجري فيها الثورة، الشهداء هم الحقيقيون. وكذلك ثورة الشمال السوري؛ فالجرحى لا يتوقفون أبدًا عن المسيرات والنضال من أجل الحرية والعمل 24 ساعة في اليوم. ومن لا يتبع هذه المعايير، ومن لا يفكر، ومن لا يبدع، ومن لا يقود، يصبح آفة الثورة ويبقى خارج خط الدعوة. لذلك يمكننا أن نقول ذلك؛ الجرحى هم الأشخاص الذين يصلون بالمجتمع إلى مستوى المعنى والبنية.
واليوم في الشرق الأوسط، ومع قيام السلطة، ظهرت أنظمة شوفينية وطائفية تفرض الفرقة على الناس؛ ومن أجل البقاء على أقدامهم في المنطقة، فإنهم يسحقون المجتمع بكل الطرق. وبالمثل، فإن جميع الأنظمة العالمية القائمة وصلت الآن إلى ذروة الفوضى. ثورة روج آفا التي نطلق عليها في البداية اسم “ربيع الشعوب”؛ ومن أسباب ظهوره؛ لقد كانت حربًا ضد هذا النظام وهذا الوعي. ولهذا اخترنا الطريق الثالث في البداية وتم توضيح هدف الثورة. على أساس الخط الثالث للمجتمع الأخلاقي والسياسي؛ وفي روج آفا، اندلعت حرب فريدة ضد الطائفية والقبلية خلال 7 سنوات.
الحرب التي اندلعت في روج افا وشمال سوريا وما زالت مستمرة؛ محاربة هذا التخلف والاحتلال. ولهذا يمكننا أن نقول؛ المقاومة التي تطورت في روج آفا وشمال سوريا هي المقاومة ضد هذا النظام وهذه الحرب؛ ضد كل جبهات العسكرة والإرهاب والنهب. وبسبب هذه الحرب والمقاومة اليوم ضد هذه القوى وهذا النظام، ستكون حرباً لحل مشاكل الحرية والديمقراطية وسيظل الحديث عنها لمئات السنين. ولهذا السبب فإن هذه الأنظمة، التي تعيش أزمة وفوضى اليوم، تهاجم بلا أخلاق وبلا ضمير.
لهذه الأسباب فإن الحرب الدائرة في شمال وشرق سوريا هي حرب ساخنة وثقيلة جداً، ولا يستطيع أي جيش أن يقاومها إلا من كان مؤمناً بهدف الثورة. لقد واجه أصدقاؤنا الذين أصيبوا في تلك الحرب دائمًا الاحتلال والإرهاب واكتسبوا الكثير من الخبرة في تلك الحروب. لقد قاوم هؤلاء الأصدقاء الهجمات على الثورة بموارد محدودة للغاية، بالأسلحة الفردية وبأرواحهم.
خلال كل سنوات الثورة، كانت الهجمات ضد الثورة تهدف إلى تدميرها؛ وفي كثير من الأحيان، لا يصل خيال الناس إلى المستوى الذي يمكنهم من فهم صعوبة الحرب ومقاومة مقاتلي الثورة ضد تلك الهجمات. وطبعاً الأشخاص الذين شاركوا في تلك المقاومة؛ وقد أخذوا مكانهم في مقاومة القرن.
نحن نؤمن بأن جميع مجتمعات وأطفال شمال سوريا؛ ولنتخذ تجربة الثوار والمناضلين مثالاً لاستمرار الثورة ونجاحها، وليواصل كل منهم المقاومة الأسطورية لمقاتلي ثورة الحرية.
