أخبار

رسالة إلى معلم الحرية.

 

كنتم وستبقون أبداً شمسنا التي تطفي على روحنا التفاؤل والإيمان، القوة والإصرار والاستمرار في الحياة، وتلهمنا في عملية بناء الجديد؛ بناء الحياة الجديدة والجميلة، المقدسة بقدسية روحكم ومبادئكم.
اعتقد المتآمرون انهم يستطيعون إطفاء هذه الإشراقة الذهبية التي أعطت القيمة لكل شيء على وجه البسيطة، وتوهموا عندما ظنوا إنهم أسدلوا الستائر، وأطفأوا الأنوار لتضليل هذه القضية وإبادة هذا الشعب فراود البعض اليأس، لان نور حياتهم قد اختطف. ولكن أيمكن للشمس أن تحبس…؟! أو للبحر أن يجف أو للنجوم أن تنتهي أو للأرض أن تنصهر وتزول ..؟؟!!
قائدي الأبي:
لقد ضحيتم بالعمر لأجل الحرية والإنسانية، والمضحون هم قدوة النصر والحرية. قرأت الكثير…وتساءلت اكثر وبحثت في الثورات والأديان، في الماديات والمثاليات فلم أرى الشبيه. قرأت حسن الصباح وتعرفت على جنته المزيفة التي زينها بتشغيل النساء وتدريب فدائييه وتسخيرهم لخدمة ثورته…كما قرأت “غاندي” وتعرفت على حديقته النموذجية التي سماها بـ / حديقة تولستوي/ وجمع فيها نماذج من كافة الفئات والطبقات وشملت على عدد قليل من النساء أنشأهم على المحبة والاحترام والمساواة والتضحية في سبيل بناء وطن المحبة المستقبلي، وطن الحضارة والازدهار قرأت المسيح وتعاليم إنجيله ودور حواريه وخدمته للمجتمع الإنساني، وعطفه على المرأة حتى كانت أّخر مَنْ تركت الصليب وأول من زارت القبر، لأنه منحها قيمة إنسانية. لكن ذاك التقدير لم يتحول ليندرج بين القوانين المشروعة. اطلعت على زردشت، ورغبته في خلق الإنسان المتفوق ودعوته من اجل ذلك.
نعم، تعرفت على ماني أيضاً ورفاقيته للمرأة بنبل وصدق، ودعوته للمساواة بين المجتمع، لكن وبعد رحيله أحرقت النساء لانه لم يجعلهن قوة تنظيمه. تعرفت وتعرفت، فلم أرى أصدق وأسمى وأقدس وأطهر وأعمق فلسفة من فلسفتكم للإنسانية ولتطوير حرية المرأة ورقي المجتمع.
قائدي: مهما طالت المسافات بيننا، ومهما اشتدت وكثرت العراقيل فستكون فكراً وروحاً في قلوبنا وضمائرنا، وفي كل خلية من أبداننا. فكل الحدائق التي صنعها العظماء لا تضاهي جمال الحديقة الراقية المزركشة التي صنعتموها لحرية الإنسان والتي أصبحت لوحة موزاييك رائعة الجمال وعميقة المغزى، بارعة الدقة والتصميم أثارت حسد العالم الرديء لذا حاكوا مؤامرتهم الخبيثة لإطفاء شمسنا المقدسة. ولكن هيهات لهم، فلم يعلموا بأنكم خلقتم شعباً من العدم ولم يدركوا بأنكم تجاوزتم الأنبياء والرسل وأعظم الإبداعات في بنائكم للمرحلة الجديدة. لقد زرعتم الورد في الصخر وأحييتم الأغصان الميتة وأثرتموها بأطيب وأشهى الفواكه، وأنتجتم الفكر والإرادة الحرة والعمل الصالح. وهكذا عشنا وما نزال نعيش بأنفاسكم الدافئة، وتنبض قلوبنا بنبضات قلبكم، ونرى كل الجمال في أعينكم ونظرتكم الثاقبة. فكل ما بناه الأقدمون والقديسون تلاشى أمام حقيقة بناءكم العظيم للإنسان. نهديكم عواطفنا وحبنا الكبير، فكما كنا في الحرب، سنكون معكم في السلام ايضاً، فنحن أحرار بكم وطلقاء بسراحكم.
لقد خابت آمالهم وتحطمت كل اعتقاداتهم، وعادت الشمس في إشراق ضيائها الإلهي بقوة اكبر وعنفوان، أثبتم انه من المحال أن تظلم الدينا طالما تحتضن فكراُ وروحاً إلهياً. فلكم أسمى وأنبل واقدس عواطفي. لكنني مهما بحثت عن كلمات لم ولن أجد كلمة أستطيع بها التعبير عما يجول في داخلي من شعور وحب تجاهكم. فالمعذرة قائدي.
أحييكم واحتضنكم بشعور مفعم بالشوق إليكم
فلتحيا شمسنا، شمس الحياة القائد APO
وليزول الظلام والتخلف والرجعية
اللعنة على كل من دبر المؤامرة ضد قائد شعبنا

الرفيقة بهار زورافا ( كوباني)

 

المقالات الأكثر قراءة

تحقق أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى