أخبار

جريحة حرب: سنحافظ على ثورة 19 تموز مهما كان الثمن

أكّدت جريحة الحرب آرجين كوباني، باسم النساء عامةً وجريحات الحرب خاصة، على الحفاظ على ثورة 19 تموز وتطويرها مهما كان الثمن.

 

تحدّثت جريحة الحرب وعضوة فدراسيون جرحى الحرب في شمال وشرق سوريا، آرجين كوباني عن ثورة 19 تموز مشيرةً إلى دور المرأة والشبيبة، وأنّه لا يمكن الحفاظ على الثورة من دون قوّة عسكريّة، وقالت: “مع ذلك، لا يجب بالطبع تجاهل الجوانب السياسية والدبلوماسيّة والاقتصاديّة والتعليمية والصحيّة وغيرها”.

 

واستهلّت آرجين كوباني حديثها بتهنئة القائد عبد الله أوجلان، الشهداء وعموم الأهالي والمقاتلين في سبيل الحريّة بالسنوية الـ 12 لثورة 19 تموز، مشيرةً إلى اتّقاد شرارة الثورة في كوباني في الـ 19 من تموز عام 2012.

 

وقالت: “اتّقدت شرارة الحريّة هذه في كوباني وانطلقت منها، كيف يمكن تعريف هذه الثورة؟ لماذا قامت؟ ولماذا كان من الضروري قيام ثورة كهذه؟ الإجابة هي لوجود عقلية سلطويّة تسلب الناس حقوقهم منذ آلاف السنوات، عقلية لا تسمح للشعب بنيل حريته وتنتهك حقوق الإنسان، لا تسمح بنشوء المحبة والوئام بين الشعوب، لذا اندلعت ضدّ كل هذه الانتهاكات والممارسات، وقابلها انتفاضات شعبيّة عمّت مختلف مدن سوريا وروج آفا، وهكذا انطلقت ثورتنا”.

 

“شكّلت أيديولوجية القائد أساساً لثورة 19 تموز”

 

وتطرّقت آرجين كوباني إلى دور الشعب والمجتمع في الثورة، قائلةً: “مع ثورة 19 تموز، دخل الشعب مرحلة حماية نفسه وتنظيم صفوفه وإدارة وقيادة ذاته، ومن دون شك بذل القائد آبو على مدى سنوات جهوداً عظيمة لا مثيل لها من أجل روج آفا، لقد كان فكر القائد منتشراً بين الأهالي وقد درّبوا أنفسهم على هذه الأفكار، لذا شكّل فكر وأيديولوجية القائد أساساً لثورة 19 تموز، فقد وصلت الثورة التي اشتعلت شرارتها الأولى في كوباني إلى عفرين، وامتدّت بعد ذلك لجميع المدن والمناطق، وقبلت المكونات والمعتقدات المختلفة والمجتمع بجميع شرائحه من النساء والشباب إلى الرجال وكبار السن هذه الثورة القائمة على فكر القائد آبو وانضمّوا إليها وعزّزوها”.

 

ولفتت آرجين كوباني إلى عدم اقتصار ثورة 19 تموز على السلاح، وتابعت حديثها قائلةً: “شملت التدريبات بناءً على فكر ونموذج القائد جميع المجالات والميادين، قامت الثورة على هذه الركائز وتابعت مسيرتها، فلثورتنا معنى عميقاً وعظيماً بالطبع، لقد رفعت معنويات المجتمعات وخلقت لديهم حماساً كبيراً، لذا سار الجميع نحوها (الثورة) بحماس وشغف كبيرين”.

 

“علينا أداء دورنا بوصفنا نساء وجريحات حرب”

 

وعلّقت آرجين كوباني على الهجمات التي تستهدف ثورة 19 تموز قائلةً: “قامت القوى المحتلّة بتشكيل العديد من التنظيمات والمجموعات المرتزقة مثل داعش للقضاء على ثورتنا، فقد سعى داعش إلى ترهيب الأهالي بالقتل والتدمير والقضاء على الثورة، وخاض شعبنا الذي نظّم نفسه وفق أفكار القائد آبو مع المقاتلين في سبيل الحريّة، مقاومة تاريخية ضدّ هذا التنظيم الوحشي والمرتزق داعش، وبالطبع لا غنى للثورة عن قواتها العسكريّة، فلا يمكن الحفاظ على الثورة وحماية الشعب والأرض والوطن والمنجزات الثوريّة دون قواتٍ عسكريّة، وبالطبع لا يجب إلى جانب ذلك، تجاهل أو تهميش الجوانب السياسية والدبلوماسيّة والاقتصاديّة والتعليمية والصحيّة وغيرها”.

 

وللحفاظ على الثورة وقيمها، دعت آرجين كوباني بالقول: “علينا بوصفنا نساء وجريحات حرب، القيام بدورنا القيادي والريادي، فهذه أعظم واجباتنا وأهمّها، لقد لعبت وحدات حماية المرأة، ومؤتمر ستار وغيرها من التنظيمات والحركات النسائيّة دوراً رياديّاً في حماية الثورة وتطويرها على جميع الصعد العسكريّة، السياسية، الاقتصادية، التعليمية وغيرها، ولعبت المرأة دوراً هاماً في ثورة 19 تموز، لقد كانت مجموعات المرتزقة كداعش، تخشى وحدات حماية المرأة وتخاف من مقاتلاتها جدّاً، ولطالما يهاب العدو وحلفاؤه المرأة المنظمة والمدرّبة والقويّة، لقد خاضت قواتنا؛ وحدات حماية الشعب، وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية مقاومةً عظيمة ضدّ قوات الاحتلال ومجموعات المرتزقة التابعة لها، لذا يزداد رعب وخوف المحتلّين ومرتزقتهم من هذه الثورة يوماً بعد يوم، ولأنّ ثورة 19 تموز هي في أساسها ثورة فكريّة وأيديولوجية، مستلهمةً أيديولوجية وفكر القائد آبو المنتشرة اليوم في جميع أنحاء العالم، لقد سمع العالم أجمع بهذه الثورة، لذا توجّه العديد من مكونات وقوميات مختلفة إلى روج آفا، وانخرطوا في أنشطتها ومجالاتها، وتعرّف العديد من الأشخاص إلى روج آفا بفضل ثورة 19 تموز، كما سمع العديد بأفكار القائد بفضل هذه الثورة، وقاتل الكثير من القادمين إلى روج آفا مع وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة لحماية الثورة، وبعضهم استشهد”.

 

وعن تأثير ثورة 19 تموز التي تردّد صداها في العالم أجمع، قالت آرجين كوباني: “لقد شاهدت شعوب العالم كيف يدير الشعب والمجتمع هنا أنفسهم عبر كوميناتهم ومجالسهم الخاصة، لقد منحت هذه الثورة الناس والمضطهدين الأمل بالحرية، وبذل العديد ممن زاروا روج آفا ورأوا الأسلوب الإداري هنا بعد عودتهم العديد من الجهود لبناء نموذج مماثل لشعبهم ومجتمعهم”.

 

وأشارت عضوة فدراسيون جرحى الحرب في شمال وشرق سوريا، آرجين كوباني إلى أيديولوجية القائد عبد الله أوجلان وقالت: “اتّبع المحتلّون العديد من الأساليب والطرق لإسقاط ثورتنا والقضاء عليها، فقد شنّوا جميع أنواع الحروب من تلك الخاصة والنفسية إلى الحرب العسكريّة، وسبب عدم تمكّنهم من القضاء على هذه الثورة هو أنّ الشعب نظّم نفسه على أساس أيديولوجية القائد وأفكاره وقيم الشهداء الذين ناضلوا في سبيل أبناء شعبهم، لذا لن يستطيعوا القضاء على حركة الحريّة وإبعاد شعبنا عن الثورة”.

 

واختتمت آرجين كوباني حديثها قائلةً: “لن نتخلّى قط عن هذه الثورة ومنجزاتها أو نتراجع خطوة واحدة عنها، سنحافظ على الثورة ونطوّرها كنساء وجريحات حرب مهما كان الثمن، فجرحى الحرب وذوو الشهداء والمرأة والشبيبة هم أوّل من سيدافع عن هذه الثورة، ففي سبيل هذه الثورة استُشهد وأُصيب الآلاف من رفاقنا ورفيقاتنا، والتضحيات التي بُذلت في سبيل هذه الثورة ليست بسيطة، فقد استُشهد في سبيلها الرفاق والرفيقات؛ آرام، كلهات، آفيستا، ريحان والمئات غيرهم، كما استُشهد العديد من الوطنيين والوطنيات في سبيل الحفاظ على هذه الثورة، كأمّ هوكر والعم يوسف وغيرهما، يجب على الجميع تبنّي هذه الثورة وتبنّي قضيّة هؤلاء الشهداء”.

 

 

المقالات الأكثر قراءة

تحقق أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى