
في الثالث من آب 2014، وقعت إحدى أعنف الهجمات والمجازر في تاريخ البشرية على أرض شنكال المقدسة. ولا شك أن هذه المجزرة لم تكن صدفة. أرادت عصابات داعش، التي نفذت عملياتها بمساعدة الدول المحتلة في الشرق الأوسط وكردستان، إبادة شعبنا الإيزيدي وتدميره بالكامل. وكما يعلم الجميع، فإن الإيزيديين، بلغتهم وعاداتهم ومعتقداتهم، يمثلون الجذور الأصيلة للهوية الكردية.
في تلك الهجمات المؤسفة في الثالث من آب، قُتل واختُطف آلاف الإيزيديين، بمن فيهم الأطفال والنساء والرجال والشيوخ. وأصبحت هذه المجزرة وصمة عار في تاريخ البشرية لن تُمحى أو تُنسى أبدًا.
ردًا على مجزرة الثالث من آب هذه، التي يُطلق عليها مجتمعنا الإيزيدي اسم “الفرقة 73″، انطلق مقاتلو قوات الدفاع الشعبي من جبال الحرية نحو شنكال. كان من شأن هذا التدخل أن يُحدث تصفية حسابات تاريخية كبرى بين الشعب الكردي وقوات الاحتلال.
وصل مقاتلو الحرية الاثنا عشر، الذين قدموا إلى المنطقة لتنظيم الشعب، إلى جبل شنكال عندما بدأت هجمات العصابات، ومنعوا العصابات الوحشية من الوصول إلى الناس. وأظهروا مقاومة تاريخية رائعة ضد العصابات.
يمكن القول إن تاريخ المقاومة كان يُعيد نفسه في شخص هؤلاء الشهداء الأبويين. فكما قاتل الفرسان الاثنا عشر الأبطال بقيادة درويش عبده الدولة العثمانية وأنصارها، طوّر اثنا عشر مقاتلًا بطلًا، بعد سنوات، هذه المرة، مقاومة لا مثيل لها ضد العصابات الوحشية التي استلهمت نفس عقلية الاحتلال.
كانت عصابات داعش، التي هُزمت بسهولة في العراق وسوريا، أول من واجه المقاومة في أي مكان، وكانت تلك أول هزيمة للعصابات.
غيّر مقاتلو الحرية الاثنا عشر مجرى التاريخ. لقد عززوا إيمان الشعب وقوته وإرادته. بهذه الملحمة التاريخية التي سُجِّلت على جبل شنكال، أكدت أنه لا قوة تستطيع هزيمة مقاتلي آبو.
لا بد من تكريم هؤلاء الأبطال الاثني عشر الذين غيّروا مصير الشرق الأوسط وكردستان في كل لحظة من لحظات حياتهم، وتُنقل بطولتهم جيلاً بعد جيل.