أخبارالمزيدمقالات

“المقاومة حياة”

...أزموراي

من مقاومة سجن آمد إلى شعلة ثورة 19 تموز مسيرة لا تنكسر

“المقاومة حياة” ليست مجرد شعارٍ يتردد في الساحات، بل هي نبضٌ حيّ، وإرثٌ يتجدّد مع كل نبضة قلب حرّ. هذا الشعار الذي انطلق من زنازين سجن آمد في الرابع عشر من تموز عام 1982، لم يكن صدى لصوت معزول، بل إعلان ثورةٍ داخل الجدران، تحدّى القمع والإنكار، وفتح الطريق أمام مفهوم الحياة الحرة الكريمة، التي لا تُمنح، بل تُنتزع بالمقاومة وتضحية.

المقالات الأكثر قراءة

في تلك الليلة المشهودة، سُطّرت ملاحم بطولية في مواجهة أبشع أنواع الظلم والاستبداد. لقد قدّم مناضلون كالرفاق كمال بير، محمد خيري دورموش، علي جيجك، عاكف يلماز، وغيرهم من المئات من الشهداء والشهيدات، درساً خالداً في الشجاعة، وصرخاتهم التي دوت كالصاعقة في وجه العدو الفاشي رافضين الاستسلام، ومجسّدين مفهوم المقاومة كخيار وحيد للكرامة والوجود.

لقد كانت مقاومة سجن آمد محطة مفصلية، لم تُحدّد فقط معايير الحياة الحرة بل أرست قواعد أخلاقية ووطنية جديدة، مفادها أن النضال ضد الظلم والفاشية وإنكار الهوية، هو واجب لا يسقط بالتقادم، بل يتعاظم مع كل جيل. هذ المقاومة جسدها القائد عبدلله اوجلان ومن فلسفتة ونهجه هو الاقبال على الحرية بطرق المقاومة وصنع الحياة.

هذه الروح الكفاحية لم تمحو، بل استمرت وتمدّدت، لتتجسد اليوم في ثورة 19 تموز، التي جاءت كامتداد عضوي لتلك التضحيات، ومحاربة تاريخية على سياسات الإبادة والصهر الثقافي. الثورة التي اندلعت في روج آفا لم تكن وليدة لحظة عابرة، بل تجسيد روح القاومة للرفاق الذين انطلقو بمقولة المقاومة حياة ضد اجهزت الاستبداد والقمع ، وايضاً إرادة شعب رفض العيش بذل تحت رايات ذوي السيادة الديكتاتورية وسياسات القمع والاستبداد أو أن يُختصر في الهامش.

في ظل الهجمات الوحشية التي تشنها الدولة التركية، الساعية دوماً إلى كسر إرادة الشعوب وسحق أحلام الحرية، يواصل شعوب المنطقة التي كانت تحت رايات الضلم والعبودية ومعهم كل المكونات التواقة للحرية والديمقراطية، درب المقاومة بشموخ. إنهم يدافعون عن قيم إنسانية عالمية، وعن حق الحياة بكرامة وسلام، في وجه آلة احتلال لا تعرف سوى العنف والقمع. روح مقاومة 14 تموز، لم تعد ملكاً لجغرافيا واحدة، بل أصبحت منارة لكل من ينشد الحرية. ومن هنا، فإن التمسك بالمقاومة لا يُعدّ خياراً سياسياً فحسب، بل هو موقف وجودي، وثقافة حياة، وموقف حضاري في وجه البربرية الحديثة.

المقاومة حياة، لأنها تعني الاستمرار.

المقاومة حياة، لأنها تنبض من قلب كل من يرفض الظلم.

والمقاومة حياة، لأنها الوعد الذي قطعه الشهداء، وعلينا أن نفي به.

ومن مقولات المقاومة لدى جرحى الحرب .الجرح جسد ينزف، لكن الروح تزداد إصرارا على صنع الحياة.”

اترك تعليقاً

المقالات الأكثر قراءة

تحقق أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى