
أنا امرأة عربية من مدينة حمص السورية سأروي لكم حكايتي ولكم الاختيار بتقييمها.
ولدت في تلك المدينة التي كان يحكمها حتى ولو قبل اشهر النظام العربي البعثي الذي عمل على التفرقة بين الشعوب إلى درجة العداء وشوه القوميات الأخرى كالكرد والأرمن …. وغيرها، ليبرز الطائفة العلوية وكأنها من أرقى شعوب سوريا، وحينما وصلت إلى ريعان شبابي وأسمع عن المرأة الكردية والمستوى الاجتماعي الراقي والحرية التي وصلت إليها والتناقضات التي تداهم أفكاري ما هي حرية المرأة وكيف تكون حرة؟…..، قررت الزواج من شاب كردي ولكن صدمتني عائلتي بموقفهم الرفض لزواجي من الشاب الكردي وكثيرا حاولت أن أحلل هذه الذهنية الضيقة والتخلف الاجتماعي والتعصب القومي في عائلتي، وبالرغم من إصراري ألا أنهم لم يبدوا أي احترام لاختياري لشريك حياتي وكانوا دائما من المعارضين والرافضين لهذا الزواج.
ولأنني واثقة من اختياري قررت أتمام بقية حياتي مع هذا الشاب الكردي وأسسنا معا عائلة ذات جنسية كردية وعربية، ومن خلال عيشي ضمن هذه العائلة وجدت بأن المرأة في المجتمع الكردي لها قيمة وهي في طريق التحرر من الذهنية العبودية لأن الشعب في شمال وشرق سوريا يعملون على تطبيق فلسفة القائد عبدالله أوجلان في جميع شرايين حياتهم لذا لا يراودوني أبدا الشعور بالخوف أو الغربة في وسط هذه العائلة الكردية.
ما يفعله قوات تحرير الشام من إرادات جماعية للشعب السوري في الساحل والسويداء وخطف النساء وبيعهن كأدوات في الأسواق يذكرنا ما فعله الجيش الانكشاري العثماني الذي لم يكن يعرف سوى النهب والقتل ولم يفكر يوما بأخلاق المجتمع وكان نهايتها انهيار تلك الإمبراطورية.
أريد أن أقول كامرأة عربية ومن خلال تجربتي الشخصية: تستطيع جميع الشعوب والقوميات أن تعيش مع بعضها وهذا يؤدي إلى الغناء الفكري والثقافي وعلى حكومة الجولاني أن تتقبل فكرة الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وحرية المرأة فوحدات حماية المرأة مثلوا الطليعة الحقيقية لكافة نساء سوريا ولم يميزوا بين القوميات والطوائف وإنما سفكوا دماؤهم في كل شبر يحاول العدو انتهاك المرأة واحتلالها.
17/ 6/ 2025
بيان الجدعان