
بمقول القائد عبدالله أوجلان: “الجرحى هم الشهداء الأحياء” نجوم تضيء درب الحقيقة والكرامة. إنهم رمز للتضحيات العظيمة التي تقدم في ساحات النضال ضد أشكال الظلم والاستعباد. ففي خضم مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، والمجموعات الارهاببية المشابها التي منها التابعة لدول الهيمنة ذات السمات السياسية الفاشلة الذي اختطف اسم الإسلام لتمرير أجنداته الدموية، برز الجرحى كأبطال ساروا على خطى الشهداء، حاملين راية المقاومة بقلوب تنازع الألم وأجساد تروي بدمائها تراب الحرية. الجرحى ورثة الشهداء وصناع المستقبل لطالما كان الجرحى في التاريخ النضالي للشعوب المضطهدة شاهدا حيا على بطولة المقاومة. لم يكن الجرحى مجرد ضحايا، بل قادة في ساحة المعركة، يكرسون وجودهم لتحرير أوطانهم من براثن التطرف والفاشية. بطولات تحفر في ذاكرة التاريخ
لم تكن معارك تحرير الرقة وكوباني ودير الزور مجرد مواجهات عسكرية، بل ثورة إنسانية ضد مشروع الإبادة. ففي كوباني، التي حولها المقاومون إلى “ستالينغراد العصر” وفي الرقة ملحمة الصمود وفي دير الزور اخر المعاقل التي اثبتت جدارته المقاومين، سطر الجرحى أروع الأمثلة بالتزامهم بالثبات حتى آخر نفس ومنها مقاومات عدة ناخذ منها الهام والقدم سير الى الامام من مقاومة السجون وملاحم رفاق الشهداء، الذين سقطوا دون أن يسقطوا، حملوا الأمانة بروح جماعية، واضائو لنا النور بارواحهم الطاهرة متجاوزين الألم الشخصي لصالح الهدف الكبير تحرير الإنسان والأرض مثل الرفيقة روجبين عرب. و عزيز عرب و أرين و أفيستة و أيلان وألاف من الشهداء الذين سطرو أسمائهم في مذكرات التاريخ معلنين تضحياتهم في سبيل العيش بحرية وكرامة .
لا ينفصل نضال الجرحى عن الرؤية الفكرية للقائد عبدالله أوجلان، الذي أرسى أسس مقاومة قائمة على الديمقراطية البيئوية والتحرر النسوي، مؤمنا بأن “المقاومة هي حياة، والحياة لا تبنى إلا بالحرية.” فالجرحى، برفضهم الاستسلام، يعبرون عن إرادة شعب يرفض أن يكون ضحية للاستعمار الحديث أو للأنظمة الشمولية. واليوم، يواصل الجرحى مسيرتهم نحو مستقبل يليق بتضحياتهم، ليس بالسلاح فحسب، بل بالفكر والعمل المجتمعي. فهم يشاركون في بناء المؤسسات المدنية، وتعليم الأجيال قيم المقاومة، وزرع الأمل في مناطق دمرت بفعل الحرب. إنهم، برغم الجراح، يعلمون العالم أن “النصر ليس حدثا عابرا، بل مسيرة تبنى بوعي الأحرار.”
في النهاية الجُرحى ليسوا مجرد أسماء على لوحة الشرف، بل هم الضمير الحي لشعب يرفض الموت تحت سنابك الاستبداد. بتضحياتهم، يعيدون كتابة التاريخ، ليس بالدم فحسب، بل بإرادة ترفض أن تنكسر. فلتكن دماؤهم نبراسا للحرية، ولتكن جراحهم شهادة على أن النصر قادم، ولو بعد حين.