
رسالة القائد عبدالله أوجلان دعوة عالمية للسلام والعيش المشترك رسالة القائد عبدالله أوجلان ليست مجرد خطاب سياسي عابر، بل هي مشروع حضاري يدعو إلى إعادة صياغة العلاقات الإنسانية على أساس العدالة والمساواة والسلام. فمنذ بداية نضاله الفكري والسياسي، وضع القائد عبدالله أوجلان نصب عينيه هدفًا واحدًا: تحرير الشعوب من قيود الاستبداد، ليس بالسلاح، بل بالفكر الذي يلامس أعماق الإنسانية. جوهر الرسالة.. السلام ليس شعارًا، بل ممارسة عندما نقرأ في مؤلفات القائد عبدلله أوجلان مثل “مانيفستو الحضارة الديمقراطية” أو”الدفاع عن الشعب”، نكتشف أن رسالته تتجاوز النضال الكردي إلى رؤية كونية. فهو لا يناقش “حقوق الأكراد” بمعزل عن حقوق كل الشعوب المُضطهَدة، بل يؤسس لفكرة أن التحرر الحقيقي يبدأ بضمان الحقوق الثقافية واللغوية للجميع، ورفض أي شكل من أشكال العبودية الحديثة، سواءً أكانت استعمارًا خارجيًا أو أنظمةً داخلية تقمع التنوع. مثال بارز: يشدد القائد عبدالله أوجلان في كتاباته على أن اللغة ليست مجرد أداة تواصل، بل هي هوية وحضارة. فمنع شعبٍ من التحدث بلغته هو جريمة تُذيب كينونته، وهذا ينطبق على الأكراد كما ينطبق على الأمازيغ أو الفلسطينيين أو أي جماعة مُهمَّشة. نقد الأنظمة القمعية.. لماذا يرفض القائد أوجلان “الدولة المركزية”؟ يرى القائد عبدلله اوجلان أن الأنظمة القائمة على المركزية السلطوية (سواءً في الشرق الأوسط أو العالم) هي سبب رئيسي في إشعال النزاعات. فبدلًا من أن تكون الدولة أداة لتنظيم المجتمع، أصبحت بحسب تحليله أداةً لـ احتكار السلطة وتكريس التمييز العنصري حلوله المقترحة: الإدارة الذاتية الديمقراطية: نموذج يعتمد على اللامركزية، حيث تُدار المجتمعات محليًّا بواسطة مؤسسات تشاركية، مع احترام التعددية الثقافية. -مساواة الجندر: لا يكتمل التحرر دون تحرر المرأة، وهو ما يجسده مشروع “جينولوجيا”(علم المرأة) الذي يرفض الهيمنة الذكورية. الرسالة الأخيرة… للقائد عبدلله اوجلان ورؤيته المُتجددة للشرق الأوسط
في ظلِّ الأخبار المتضاربة عن وضعه الصحي، تكتسب رسالته الأخيرة أهمية استثنائية. فالقائد عبدلله أوجلان، ورغم سنوات الاعتقال الانفرادي، يُصرُّ على أن الحل الديمقراطي هو الطريق الوحيد لإنهاء الحروب في المنطقة. رؤيته للشرق الأوسط: إنهاء النزاعات عبر الحوار المُباشر بين المكونات، وليس عبر تدخلات القوى العظمى. تحويل المنطقة إلى فيدرالية ديمقراطية تعترف بالكردي والعربي والتركي والآشوري وجميع المكونات والطوائف كشركاء متساوين. في النهاية: لماذا يجب على العالم أن يصغي للقائد أوجلان الآن؟ الرسالة واضحة: العنف يولِّد العنف، والبديل هو ثقافة التعايش التي تُعيد تعريف “المواطنة” لتشمل كل الأعراق والأديان. قد يختلف البعض مع فكر القائد عبدلله أوجلان، لكن لا يمكن إنكار أن نقده للأنظمة الاستبدادية ودعوته للحلول السلمية تُشكِّل خريطة طريق للخروج من أزمات عصرنا.
المقالات الأكثر قراءة
-
جرحى الحرب في مواقع المقاومةديسمبر 3, 2024
آخر تحديث: أبريل 24, 2025
78 2 دقائق