مقولة أطلقها كاوا العصر ، مظلوم دوغان أثناء اعتقاله في سجن آمد – دياربكر، لتصبح بصمة وضّاءة على جدران التاريخ ، ولتشقّ مسارها في حياة كل ثائر رفض العبودية ، وأبى ألّا يعيش إلا حياة الشرف والنبل ، ولتصبح شعاراً يرفعه كل طالب حرية، وعدل ، ومساواة .
ولكن عندما أطلق هذاالمناضل الراسخ في ذاكرة النضال ، هذه المقولة ، ماالمغزى الذي أراد أن يستنبطه الكرد ، حتى تتحول إلى هدي يهتدي به كل ضال عن الحياة الكريمة ؟
هل أراد القول بأن المقاومة هي السبيل الأوحد ، لتحقيق الحياة المثلى التي يُمحى فيها الذل ، والإهانة ، والعبودية ، أم أراد القول بأن الحياة النبيلة هي السبيل الأوحد للمقاومة الراسخة الجذور في وجدان الإنسانية ؟
وبلا ريب ، لو أردنا معرفة مغزى تلك المقولة ، لابد لنا من الوقوف مطولاً أمام أهداف الفاشية لحظة اعتقالها للقائد الأممي عبدالله أوجلان ، فقد كان مبتغاها من ذلك إمحاء الكرد من خريطة الإنسانية ، لأنها أيقنت أن الكرد والقائد شخص واحد ، فهو من سخّر حياته لتحقيق الحياة الفضلى لهم ، وهم من حرصوا على المقاومة الشرسة لكسر قضبان العزلة حوله ، واسترجاع حريته .
فالفاشية أرادت كسر إرادة أوجلان ، ولكنه أكد أن المقاومة حياة ، عندما حول غرفته الدامسة ، بفكره ، وفلسفته ، وروحانيته ، وحبه للشعوب والأمم ، وعشقه للحرية والديمقراطية وأخوة الشعوب ، إلى مناهل للعلم بشتى أصنافه ، وفنونه ، وحول عتمة اعتقاله إلى إشراقة شمس تشعّ أنوارها في الأصقاع .
فهو بذلك ترجم أن المقاومة هي السبيل الأوحد لنيل كل ماهو سام ونبيل ، وإن الحياة هي السبيل الأوحد لمقاومة الظلم والذل واللاإنسانية .