إن جينولوجي كمصطلح يعني علم المرآة,فا المرآة هي علم الحياة.
أو إن صح التعبير فهو يعبر عن نظرة المرأة إلى كافة الطرق والوسائل التي تؤدي إلى طريق العلم الصحيح الشامل لكافة فروع الحياة. ففي يومنا الحاضر إذا القينا نظرة إلى العلوم الموجودة في واقعنا الحالي، فإننا سنستدل على النتيجة التي مفادها بأنه هناك العديد من العلوم ولكنها عبارة عن علوم فرعية تنظر إلى الأمور بنظرة وضعية أي نظرة مجزئة وغير كلية، ولكن لأول مرة يظهر علم ينظر إلى كافة مجالات الحياة بشكل كلي إلا وهو علم المرأة(جينولوجي).
يهدف جينولوجي إلى تطوير الحياة الحرة والمجتمع الحر والفرد الحر. لهذا السبب يسعى علم المرأة إلى الدخول في كافة ميادين الحياة وإيجاد الحلول لكافة المشكلات الموجودة. فهو ليس علم خاص بالمرأة وحدها وإنما هو علم من اجل المجتمع والمرأة والكون بأكمله. لأن علم المرأة ينظر نظرة جديدة وكلية للواقع الموجود وانطلاقا من ذلك فهو يقيم كافة الوقائع وانطلاقا من ذلك يقدم الحلول المناسبة لكافة المشكلات الموجودة وفي الوقت نفسه يطرح البدائل المناسبة وبالتالي فإن علم المرأة يقدم المقترحات المناسبة والضرورية لكافة فروع الحياة. وعلى ذكر المثال فإن علم المرأة ينظر نظرة جديدة إلى الحركات الفامينية وانطلاقا من ذلك يطرح إلى الوسط تحليلات جديدة وأراء جديدة.
بالإضافة إلى ذلك يأخذ علم على عاتقه مهمة البحث مرة أخرى في تاريخ المرأة والتعمق فيه وإظهار الحقائق الخاصة بالمرأة والمخفية على مر آلاف السنين إلى الوسط مرة أخرى، والعمل على إظهار هوية المرأة الحقيقة والمخفية على مر السنوات الطويلة. عن طريق تطوير النقاشات والتعمق في مستوى البحث والتدقيق وبالتالي تطوير الحلول المناسبة لها.
بما لا يقبل الشك فيه بأنه هناك العديد من الآراء حول طبيعة المرأة، لهذا السبب فان علم المرأة يأخذ على عاتقه مهمة البحث في جميع هذه الآراء وإجراء العديد من النقاشات حولها وبالتالي تقديم الحلول المناسبة لها.
أي باختصار يمكننا القول بأن علم المرأة هو علم جديد ويهدف إلى تحرير المرأة والمجتمع من كافة قيود العبودية التي فرضت عليهم، ولهذا السبب يعد بناء علم المرأة الذي ينظر نظرة كلية إلى كافة مجالات الحياة بشكل مترابط ومؤثر على العلوم الأخرى أمرا في غاية الأهمية.
وهنا نود الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية ألا وهي أن علم المرأة يهدف إلى وضع العلوم في خدمة المجتمع والمرأة وليس في خدمة الدولة والحكام المتسلطين على المجتمع، فمع الأسف في وقتنا الراهن هناك العديد من العلوم الموجودة وهناك نسبة هائلة من الباحثين والعلماء ولكنهم لا يهدفون إلى خدمة المجتمع وإنما على العكس يقومون بوضع كافة العلوم في خدمة المتسلطين والحكام.
أي أن علم المرأة يسعى إلى إحياء جوهر علم المرأة الذي خلق لأول مرة على يد المرأة في المجتمع النيوليتي مرة أخرى في وقتنا الراهن. وذلك عن طريق المرأة التي ستعيد العلم إلى مجراه الصحيح والذي يخدم المجتمع والمرأة ويسعى إلى تطوير الحياة الإنسانية في كافة الفروع والمجالات.
وعلى هذا الأساس إذا عجزنا عن تعريف علم المرأة بشكل صحيح فإنه لا يمكننا الوصول إلى تعريف طرق ووسائل تعريف المشكلات الموجودة أيضا بشكل صحيح وواقعي. وهكذا إذا قمنا بوضع تعريف صحيح لعلم المرأة فانه سيمكننا إيجاد طرق ووسائل تعريف المشكلات ووضع الحلول المناسبة لها أيضا.
إننا إذا نظرنا إلى الواقع الحالي الذي تعيش فيه المرأة في ظل الأنظمة المتسلطة والحاكمة، فإننا نلاحظ بأن المرأة تعيش في واقع مؤلم نتيجة فرض الأنظمة المتسلطة لكافة القيود العبودية على المرأة فهي تنظر إلى المرأة نظرة دونية وتسعى بكافة الطرق والوسائل إلى فرض العبودية على المرأة، وذلك عن طريق كافة طرق وسائل العنف الجسدية والنفسية والروحية على المرأة.
لهذا السبب يهدف علم المرأة إلى جعل كل امرأة على دراية كاملة ببدنها وفكرها وروحها، لأن الأنثى منذ مجيئها إلى الحياة فهي تشهد الهجمات المكثفة عليها سواء على فكرها أو روحها أو بدنها وتستمر هذه الهجمات عليها طالما هي على قيد الحياة. انطلاقا من ذلك فان علم المرأة يهدف إلى جعل كل امرأة على معرفة كاملة بحقيقتها وهويتها الحقيقية على مر التاريخ والعمل على تعريف المرأة بكافة الحقوق التي سلبت منها على مر سنوات حاكميه المتسلطين على المجتمع.
وعلى هذا الأساس يعد علم المرأة علما خاصا بتعريف الحياة، لهذا السبب فإن علم المرأة يقدم البدائل المناسبة للمشكلات الموجودة في كافة مجالات الحياة سواء أكانت في المجال الاقتصادي أو في مسالة الحياة الندية الحرة أو التدريب أو الصحة أو السياسة وغيرها من النواحي الأخرى.
وهكذا نستطيع القول بأنه تظهر أهمية علم المرة في وقتنا الراهن أكثر من أي وقت مضى، وهذا نتيجة الواقع الذي يمر فيه العالم بشكل عام والمرأة بشكل خاص، وهكذا تظهر الحاجة الماسة إلى بناء علم المرأة وذلك لكي نصل إلى مستوى حقيقة الحياة الحرة والعيش والمشاركة فيها كنساء العالم اجمع. هذا من جهة ومن جهة أخرى تظهر أهمية بناء علم المرأة من اجل تطوير مستوى ثقافة ووعي المرأة في كافة المجالات الحياتية. ومن اجل تطوير وسائل الوصول إلى الحقيقة بما يتناسب مع حقيقة المرأة. هذا ويهدف علم المرأة إلى بناء الحياة الندية الحرة وبناء النظرية العلمية والمصطلحات التي تستند إلى بناء المجتمع الحر والفرد الحر، كما أن علم المرأة يهدف إلى بناء العلم المجتمعي الهادف إلى تحرير المجتمع. وبناء الحماية الذاتية الخاصة بالمجتمع. والوقوف ضد كافة أوجه التمييز الجنسي الذي يستند إلى إيديولوجية المتسلطين، كما يقف علم المرأة في وجه كافة الأنظمة الذكورية المتسلطة والرأسمالية التي تفرض العبودية على المرأة والمجتمع.
وهكذا نتيجة العديد من النقاشات المطولة التي أجريت على علم المرأة، ونتيجة ميراث المرأة الكردية الطويل الأمد في النضال والذي قد وصل إلى الذروة في يومنا الحالي، ونتيجة التضحيات العظيمة والقيم الراسخة لحركة المرأة الكردستانية، والجهد العظيم للقائد عبد الله أوجلان من اجل البحث في تاريخ المرأة والعمل على تحرير المرأة والمجتمع.