
عندما قابلت الشهيدة أزادي لأول مرة لاحظت الحزن في عينيها والقوة في نفس الوقت بالرغم من كل ذلك الحزن ألا أنها كانت تعطي كل من حولها الشجاعة وتعلمهم أن طريق الحرية يبدء بالصبر وينتهي بالصبر كانت مصدراً للمحبة والثقة والأحترم بين جميع الرفاق الجرحى وفي المجتمع بالأجمل

لم تكن الرفيقة أزادي صديقة طفولتي ولكن أعطتني كل معاني الصداقة وروح الرفاقية وكل الثقة وعلمتني كيف أتجاوز كل الصعاب وأخطو إلى الأمام دون خوف
بضعه أشهر فقط بقينا سوياً وكأنني أعرفها منذ سنين طويلة معها كنت أشعر بالأمان والحب والدفء فهي تعطي دون مقابل
كنا نسهر طوال الليل تحدثني عن عائلتها وعن أيامها الجميلة التي تركتها خلف ظهرها ومضت نحو طريق الحرية طريق النضال والمقاومة
وكيف كانت تقاوم في الجبال مع رفاقها وعن ذكرياتها معهم تارة تضحك وتارة أخرى تبكي
في الأونة الأخيرة كانت تعاني من آلم تتآلم وتتحمل دون أن تخبر احداً كانت متوترة وتغضب بسرعة وتهدئ في نفس الوقت كنت ألاحظ كل هذا القلق وأقول في نفسي ما كل هذه القوة أيتها الجبارة الأبتسامة لا تغادر وجهكي وانت تتآلمين بصمت
(يا رفيقة الروح لم تطالك يد الغدر كما كنتي تخافين
ولكن جسدك غدر بك )
لم يتحقق حلمك ولكن نحن نعاهدك أن نبقى متمسكين بقضيتنا إلى أخر قطرة من دمائنا وأن نسير على خطاك وخطى جميع الشهداء ودمائكم لن تذهب سداً وسوف نحقق حلمك وحلم جميع الشهداء
قبل أستشهادها بأيام كنت اتأمل النافذة وأنا كلي شوق ويقين بأنها ستعود
وكتبت لها هذه الكلمات :
كردية ….
كردية من قلب الزيتون
رغم إمتلائها بالآلم لم تستسلم أسميتها كوردستان
لم تبح لي بأسمها ..!
طفلة تلهو وتلعب وتركض
وتارة أخرى ..
كشجرة التمر شامخة قوية تهوى الحرية
رفعت بندقيتها .. كانت للجبال عاشقة
تركت خلف ظهرها أحلامها الصغيرة
ومضت لتكمل الطريق نفسه
ذات يوم رحلت دون أن تودعني
بصمت عميق ..
أتأمل النافذة كل صباح أراقب الشمس
علك تشرقين معها
يا رفيقة الروح
ستعودين يوما ما أثق بذاك الوعد
أنت قلتي لي
لاتخشي الغدر ….
كوردستان لن تموت
ولن يطالها يد الغدر ….
نسرين كوسه





