
يحمل يوم السلام العالمي، الذي يُحتفل به في الأول من أيلول، أهميةً بالغة من حيث دوافعه ومضمونه. ففي الأول من أيلول عام ١٩٣٩، عندما كانت ألمانيا تحت سيطرة النظام الفاشي الهتلري، غزت القوات الألمانية بولندا. وهكذا اندلعت الحرب العالمية الثانية. ونتيجةً لتلك الحرب التي استمرت ست سنوات، فقد ٥٢ مليون شخص حياتهم، وجُرح وأُصيب ملايين آخرون، ودُمّرت الأحياء والقرى والأحياء والمدن؛ وفي الوقت نفسه، شُرّد ملايين الناس. وسواءً أكانت الحرب العالمية الأولى أم الثانية أم الثالثة التي نشهدها اليوم، فقد أشعلت القوى الإمبريالية ونظام الحداثة الرأسمالية تلك الحروب لمصالحها الخاصة.
وُصفت هذه الحرب العالمية الثانية بأنها الأكثر دمويةً ووحشيةً في تاريخ البشرية. ولذلك، يُحتفل بيوم السلام العالمي في الأول من أيلول استجابةً للتوق والأمل في السلام. مهما توق البشرية وآمالها ورغباتها في السلام وحياة خالية من الألم والمعاناة، فإن الأنظمة الحاكمة تتجاهل هذه الرغبات الإنسانية تحقيقًا لمصالحها الخاصة. أوضح مثال على ذلك هو الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة في كردستان.
حوّلت القوى الدولية الشرق الأوسط إلى بركة من الدماء سعيًا وراء المزيد من الفرص المادية وفتح أسواق جديدة للحداثة الرأسمالية. باسم الديمقراطية وكسر حكم الديكتاتوريين، يفرقون الشعوب ويمهدون الطريق للحروب الطائفية.
إضافةً إلى ذلك، يسعى القائد آبو منذ سنوات إلى حل القضية الكردية بالطرق السلمية. في 27 شباط، أصدر القائد نداءً للسلام والمجتمع الديمقراطي. وقد اتخذت حركة الحرية خطوات إيجابية وفقًا لهذه الدعوة.
يعلم الجميع أن حركة حرية كردستان، بقيادة القائد آبو، تُحيي التاريخ والأمة منذ عقود. هذا التاريخ والأمة نورٌ ورائدةٌ للبشرية في عصرنا. جميع الجهود تهدف إلى تحقيق سلام كريم وحياة حرة. لن يكون السلام ذا معنى إلا بالنضال ضد قوات الاحتلال، ضد العقلية التي لا ترى في الإنسان سوى الظلم والاستعباد. لذلك، لتحقيق سلام كريم، لا بد للمجتمع بأسره، وخاصة النساء والشباب، من الاستجابة لنداء القائد آبو. يوم السلام العالمي تعبير عن الشوق إلى عالم خالٍ من الحروب والقتل والظلم والقسوة. وفي الوقت نفسه، هو يوم تُعبّر فيه هذه الآمال والتطلعات من خلال أنشطة متنوعة. ولكي ترفع المجتمعات أصواتها من أجل سلام كريم وتحقيقه، يجب عليها تطوير تنظيمها والاستجابة لنداء القائد آبو.