في كل مرة أشاهد فيها صورًا وفيديوهات لأهالي مدينة غزة، أشعر بوخز ضمير وخجل من إنسانيتي. أتساءل: هل وصلت الإنسانية إلى حدّ يموت فيه الناس في بعض المناطق جوعًا أو يتقاتلون ويختنقون من أجل كسرة خبز؟ الآن، وأنا أُعدّ هذه المقالة، أستمع إلى أغنية للفنان الكردي الشهير من جنوب كردستان، نجم الدين صولامي. يقول في الأغنية: “لا تبع حياتك لشراء خبز الغد”. في عام ١٩٩١، هاجم نظام صدام حسين شعب جنوب كردستان. أُجبرت النساء والأطفال وكبار السن على الفرار إلى حدود الدول المجاورة.
كان العديد من النازحين من بيشمركة البارزاني. عندما ذهبوا إلى حدود تركيا وإيران وسوريا، بادلوا أسلحتهم بقطعة خبز بسبب الجوع. هذا أيضًا أمرٌ يُحطم روح الوطن. أغنية الفنان نجم الدين خولامي تعني أيضًا أن البشمركة باعوا حياتهم اليوم من أجل خبز الغد، وكان هذا وضعًا أكثر إثارة للدهشة.
خلال عام ٢٠١٤، عندما هاجمت عصابات داعش شنكال، فقد مئات الأشخاص الذين لجأوا إلى الجبال لحماية أنفسهم من المجازر أرواحهم عطشًا وجوعًا. عندما ترى وضع أهل غزة الذين يتعرضون للهجوم، تشعر بالخجل الشديد وتتساءل لماذا وصلت الإنسانية إلى هذا الوضع؟ مثل هذه الحالات مؤلمة ومدهشة للغاية. تحمر وجوه الناس خجلًا ويتألمون بشدة. نعيش في أغنى منطقة جغرافية، ولكننا نموت جوعًا في نفس المكان. بمعنى آخر، ماتت روح الإنسانية. بصفتنا ثوارًا ومناضلين من أجل الحرية، نسعى إلى إحياء تلك الروح وتتويجها بالنصر.
برأيي، يجب على المرأة والمجتمع أن يأخذا هذه القضية على محمل الجد وأن يتحليا بالمسؤولية. السلطات ليست قلقة، وهي نفسها سبب كل المشاكل. هم فقط من يتخذ القرارات، ومن يعاني هم المرأة والمجتمع. وإلا، فعلى المرأة والمجتمع الاهتمام بمستقبلهما وعدم منح السلطات فرصة محاسبتهما. يجب على المرأة والمجتمع الارتقاء إلى مستوىً عالٍ واتخاذ قراراتهما الخاصة.
إن المشروع الذي قدمه القائد آبو للدولة التركية وحزب العمال الكردستاني صالح للجميع وفي كل مكان. من الضروري للمرأة والمجتمعات في الشرق الأوسط أن تستعد وتتجنب الوقوع في فخاخ الدول. يجب على المرأة والمجتمع تثقيف أنفسهما والمعرفة بمشروع السلام والمجتمع الديمقراطي.
ولكي لا تحدث أحداث غزة الأخرى، من الضروري أن تكون المرأة والمجتمع واعيين، وأن ينخرطا في صراع النظام الاجتماعي الأخلاقي والسياسي وأن يصبحا جزءًا منه. يجب على جميع شعوب الشرق الأوسط الانخراط في السياسة.
