
يعتبر الشعب الكردي من أقدم الشعوب في الشرق الأوسط وعانى لعقود طويلة من الحرمان و القمع خصوصا في تركيا, قبل ظهور حزب العمال الكردستاني عام 1978 كان الأكراد يعيشون في ظل حرمان تام من حقوقهم القومية حيث كان ممنوعا عليهم التحدث بالغة الكردية أو ارتداء اللباس التقليدي وتدريس لغتهم و تاريخهم ,كما كانت أي محاولة للمطالبة بحقوقهم يقابل بالقمع الوحشي, وصنفوا رسميا بأكراد الجبل لم تكن أوضاعهم جيدة في أجزاء كردستان الأخرى مثل العراق, ايران و سوريا حيث تعرضوا لقمع الأنظمة القومية والدكتاتورية ولكن مع ظهور حزب العمال الكردستاني بقيادة القائد عبدالله أوجلان حدث تحولا جزريا في القضية الكردية. طرح الحزب الهوية الكردية بشكل قوي وانتقل النضال من كونه محليا الى أقليمي وعالمي وكسر حاجز الخوف الذي كان بين الكرد خاصة في شمال كردستان تركيا. كما كان للنضال النسائي دور مركزي و ثوري أيضا ,حيث تم تمكين المراة الكردية لتشارك في المقاومة والقيادة وتجاوزت قيود الماضي, كما تطور المفهوم من ان الكرد مجرد ضحايا الا انهم فاعلين ومبدعين في بناء مستقبلهم وبعد سنوات من الصراع شكل فكر القائد عبدالله اوجلان تحول مهم عبر تقديم مشروع الأمة الديمقراطية الذي يقوم على التعايش بين الشعوب بكافة مكوناتها الإدارة الذاتية, ومشاركة المراة ,واحترام البيئة, وبفضل هذا الفكر اصبح للكرد وعي سياسي و فكري متقدم, تطبيق نموذج الادارة الذاتية الديمقراطية في روج أفا تغيرت الصورة النمطية عن الكرد من كونهم مقاتلين فقط الى مناضلين مبتكرين و فلاسفة, لكن هذا التغير لم يكن بلا ثمن اذ دفع الكرد الاف الشهداء . قبل ظهور حزب كان الكرد يخشون حتى من الاعلان عن هويتهم ,لكن بفضل التضحيات و القيادة اصبح الكرد يعلنون بفخر انهم اكراد. احيا الهوية الكردية اللغة اللباس ,الأغاني التي كانت على وشك النسيان .اليوم هنالك مدارس ومؤسسات إعلامية كردية واحتفالات عالمية كردية مثل عيد النوروز تعكس عودة الهوية الكردية بقوة ,تحول النضال من بندقية الى فكر ثم تجاوز فكر الثورة الضيقة, والتركيز على تحرير المجتمع من الداخل من خلال تمكين المراة وتعويض العشائرية ومكافحة الضيقة و الجهل وبناء نموذج سياسي ديمقراطي جديد القائم على الأدارة الذاتية والمجالس الشعبية وتمكين المرأة الكردية. كانت المرأة الكردية في ظل لكنها اليوم تقود وتشارك في جميع جوانب النضال والفكر والإرادة, شعار القائد عبدالله أوجلان حرية المجتمع تبدأ من حرية المرأة اصبح واقعا ملموسا .خلق مشروع الامة الديمقراطية مشروعا جديدا بديل عن الدولة القومية يقوم على التعايش بين الشعوب دون قمع او ظلم مما اثبت الكرد انهم يريدون حرية المجتمع لا دولة تضطهد الاخرين. تحقيق كرامة لسياسة الكرد اصبح للكرد صوت وفكر وفلسفة على المستوى العالمي وتحول من مقاومة محلية الى مشروع عالمي و تربية جيل جديد و واعي و ثوري. فكر القائد عبدالله اوجلان أسس جيل يعرف تاريخه و حقوقه ,يرفض الظلم و يحلم بمستقبل أفضل للجميع ليس للكرد فقط .خلاصة فكر القائد و دماء الشهداء شكل معادلة جديدة في الوعي الكردي من الخوف الى الفخر من القمع الى الحرية ومن النضال المسلح الى بناء مشروع ديمقراطي شامل يعيد للكرد كرامته وهويته ويؤسس نموذج سياسي و اجتماعي جديد في الشرق الأوسط