أخبارالمزيدمقالات

سد المقاومة

ازادي حلبجة

في كل عصر هناك أحداث تترك بصماتها على التاريخ. في ثورة روج آفا، ولد العديد من الأبطال والمقاومة العظماء وأصبحوا تعريف تلك المقاومة. منذ مقاومة حلب عام 2012، عندما استخدمت الام كلي سلمو جسدها درعاً لأطفالها الثوار، لم تعد كوباني مجرد مدينة مكونة من عدة قبائل، ومع مقاومة مقاتليها، خلقت خوفاً كبيراً لدى داعش الذين كانوا يخشون القتل على يد المقاتلات. أصبحت عفرين قبلة المقاومة وتقدم الناس من جميع أنحاء البلاد والعالم. وحتى اليوم، عند سد تشرين، تترك مقاومة الشعب الثائر بصماتها في التاريخ، وقد بلغت ذروتها. مقاومة شعب شمال وشرق سوريا بمقاتليه لم تشهدها أي دولة عبر التاريخ. واليوم، أصبح شعب روج آفا دروعاً حية لمقاتليه. ويتوجه المواطنون إلى السد من كل المقاطعات ويحرسون الأرض والمياه هناك، ويستقبلون مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بحماس كبير. وتدور حرب عنيفة عند السد منذ كانون الأول 2024، لكن أهالي شمال وشرق سوريا لم يتركوا مقاتليهم وشأنهم. في كل مرة يذهب مئات الأشخاص من الصغار و الكبار إلى السد. في 28 كانون الثاني، خرجنا من مدينة الحسكة بمعنويات عالية، مع هتافات أمهاتنا ورقصاتنا، واتجهنا إلى سد تشرين. وفي الطريق مررنا بالعديد من الأماكن والمركبات التي تعرضت للقصف من قبل دولة الاحتلال التركي. وعندما وصلنا إلى السد، هاجمت الدولة التركية مرة أخرى. كل يومين أو ثلاثة أيام، يأتي المواطنون إلى السد ويقولون: “صباح الخير OSD وYPJ!” واحتج أهالي شمال وشرق سوريا ضد التفجيرات تحت شعار “المقاومة حياة، عاشت مقاومة قسد”. ورغم سقوط الشهداء والجرحى، إلا أن الشعب لم يتراجع خطوة إلى الوراء. الشيء الذي لفت انتباهنا هو أن جرحى الحرب يشاركون أيضًا في سهرات المقاومة ويأخذون مكانهم بين الناس بروح معنوية عالية. جرحى الحرب في تشرين ويقولون إنهم مستعدون للمشاركة في الحرب وسيفعلون كل ما يلزم لحماية بلادهم. أي مقاومة هذه أن يترك شاب وزوجته طفلهما الذي عمره بضعة أشهر ويذهبان إلى السد ويموتان نتيجة القصف؟!.. أي نوع من المقاومة تلك التي عندما يحدث القصف يرقصون مع الموت؟!.. أي مقاومة وروح رهيبة تلك التي تواجه الموت كل يوم، وفي كل لحظة، ومع ذلك تقول: نحن أكبر من الموت؟!..

سد المقاومة هذا!..

المقالات الأكثر قراءة

المقالات الأكثر قراءة

تحقق أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى