الحزب: هو عبارة عن جماعة محددة أو قسم ضيق من جماعة بشرية يؤمنون بفكرة محددة في سبيل غاية معينة، وعند مراجعتنا للتاريخ نرى بأن قبيلة سيدنا إبراهيم أول حزب شعبي متمرد ضد نمارده البابليين والآشوريين على عكس الأحزاب المتطورة في النظام الرأسمالي في القرون الأخيرة التي هدفت إلى بناء دولة او الوصول إلى السلطة مهما كانت شعاراتها أو ألوان أقنعتها في حين تلجأ إلى جميع أشكال الخداع والحرب وخلق الفتن بين الشعوب للوصول إلى قيادة السلطة، لذا يستطيع أي فرد الانتساب إلى تلك الأحزاب بإجراءات بيروقراطية بسيطة بشرط أن يقبل ذاك الفرد بمحو فكره وإرادته وجوهره في سبيل الحصول على مكانة له في السلطة. المجتمع الكردي له خاصيته في تكوينه الاجتماعي عبر تاريخه العريق من انتصارات وتوحيد قواها وعظمة إمبراطوريتها الميدية وخوف القوى المهيمنة من تعاظمها؛ فتعرضت إلى الضغط والانصهار تحت هيمنة الدول الحاكمة والمتسلطة عليها، ففرض عليها أن يكون شعب مريض ومهمش على حافة الموت، ففي هذه الأجواء أعلن عن ولادة حزب PKK في عام1978 م في قرية فيس بشمالي كردستان بتأثير من الفكر الاشتراكي، لقد مدّ هذا الحزب الشعب الكردي وكافة الشعوب المستعمرة الجسارة والقوة للنهوض في وجه الفاشية فكان ميلاد الحزب هو إحياء جديد لكافة الشعوب المستعمرة. لا ننكر بأن PKK أيضا كانت تهدف للوصول إلى دولة كردية في حين بدأ أولى خطوات نشوئها بجملة “كردستان مستعمرة”، ولكن إذا بحثنا في لب الموضوع فنرى أن تأسيس حزب PKK كان خلودا وانتقاما للرفيق حقي قرار وهو من أصل تركي، وهو من أوائل الرفاق المنضمين إلى القائد أبو والمتمسك بالفكر بإرادة وعزم حتى أخر رمق له، وكذلك الرفيق عزيز عرب من أصل عربي أول منضم وشهيد للحزب من سورية، وحتى الأن هناك مئات الشهداء من قوميات غير كردية، فهذا الالتفاف العظيم حول PKK من كافة أنحاء العالم نابع من هدفها وهي إيصال الفرد والمجتمع إلى الحالة الإنسانية المعاصرة الطبيعية وجعل قضية المرأة القضية الأساسية لحل مشاكل الديمقراطية والحرية والمساواة وحتى المشاكل الأيكولوجية لذا أعطت لها دور الطليعة في الحزب والمجتمع، واعتمد في بناء الكادر على سلاح النقد والنقد الذاتي الذي يكون فعالاً في الصراع مع الذات والأخرين ويضع الحد الفاصل لكل فكرة أو ممارسة عملية لا تتلاءم مع التطور الديالكتيكي السليم للفرد والمجتمع. بعد الإعلان عن حزب PKK ضيقت الدولة التركية الخناق على كوادرها ومؤيديها وزجهم في السجون فكان لا بد من الانفتاح على الشرق الأوسط وإلا ستختنق تلك الحركة في بداية نشوئها فتوجه القائد آبو في صيف 1979م نحو سورية ومنها إلى لبنان، فتوحد حملة 15 أب 1984م مع أصوات الرفاق الشهداء والمقاومين في السجون لكافة أنواع التعذيب “المقاومة حياة” للرد عليهم والانتقام لهم رداً على فاشية العدو التركي والانتقال من الكفاح الإيديولوجي إلى مرحلة الكفاح المسلح، فلجأت الدولة التركية إلى منح نصف أراضيها للدول الأوربية في سبيل نيل رضاها بالقبول بإرهابية PKK وتعاونت مع الأحزاب الكردية مثل PDK لفرض الاستسلام والتصفية على PKK، ألا إن مقاومة الحزب بطليعة المرأة الحرة ذات الإيمان القوي بإيديولوجيتها أفشلت كل هذه المؤامرات. وحين أسر القائد آبو بمؤامرة دولية في إمرالي وتحليله العميق لمفهوم الدولة والسلطة والحزب تجاوز مفهوم الدولة ووصفها بالكرة النارية التي يتطلب إخمادها وقام بطرح مشروع الأمة الديمقراطية لدمقرطة المجتمعات، لأن الدولة تتناقض إلى درجة النفي مع مفهوم الحرية والمساواة، وأثبت الرفاق أمثال حقي قرار وكمال بير، بريتان وزيلان، روكان ورهشان، سمكو وهلمت، سارة وبوطان، خبات وروجكر وأسيا…… بأنهم يمثلون الرفاقية الحقيقية للقائد آبو فوحدوا الفكر مع القول والعمل وكما
إقرأ أيضا
مضت
جرحى الحرب في مواقع المقاومة
مضت
جرحى الحرب استقبلوا مهاجرو الشهباء
مضت
شيلان، إلهة العدالة والحياة
مضت
سنحمي شعبنا دائمًا
مضت