
لقد أثّرت فينا بشدة وأحزنتنا استشهاد الرفيقة آزادي. كانت الشهيدة آزادي عزيزة علينا وقيمة عظيمة. أذكر أولاً وقبل كل شيء الرفيقة والرائدة آزادي، وأنحني إجلالاً لذكراها، وأجدد عهدي لها. أتقدم بخالص التعازي لأسرتنا النبيلة والكريمة والوطنية. الشهداء رواد وقادة لنا، وسنواصل نضالنا على خطاهم، ونخلّد ذكراهم.

الشهداء هم أبناء شعوبهم. تركوا عائلاتهم الصغيرة في زمانهم، وسعوا وقاتلوا من أجل حرية عائلاتهم الكبيرة. ضحوا بأنفسهم من أجل شعبهم، فأصبحوا قديسين لشعبهم ووطنهم. كما اعتنى الشعب برواده وأبطاله، ولا يزالون يقاتلون على خطاهم. كانت صديقة آزادي احدى جريحات الحرب قاتلت بكل قلبها وروحها، وكان لديها دائمًا أمل في مستقبل عادل ومنصف وحر. ناضلت من أجل هذا، وأطلقت على نفسها اسم آزادي، فكانت هي أمل الحرية.
تخلّت آزادي عن دراستها للقانون في شبابها، وحملت السلاح دفاعًا عن شرف وكرامة الشعوب والإنسانية. وإلى جانب السلاح، خاضت حربًا ونضالًا عظيمين بقلمها. فبالنسبة للرفيقة آزادي، كان القلم والحبر والكتابة والشعر من أهمّ جوانب الكفاح من أجل الحرية. في كتاباتها وقصائدها ومذكراتها، تتحدث عن حبها وشغفها بالحرية. وتؤكد في كتاباتها أنها دائمًا في خضمّ المقاومة من أجل بناء حياة حرة ومتساوية للنساء والمجتمع. كما تلفت الانتباه إلى حياة العبودية، وتعبّر بوضوح عن كراهيتها وغضبها تجاه العبودية والنظام الحاكم.
كانت البطلة والرائدة آزادي حكيمةً وواسعة المعرفة.
لذلك وعدتُ القائد آبو والشهداء وشعبي بأنني سأناضل من أجل حياةٍ متساويةٍ وحرة، وسأحب الحرية طوال حياتي”. وبصفتنا أصدقاءها ، فإننا نعد قائدتنا آزادي بأننا سنستكشف مكانتها في مشاعرنا وأفكارنا وحياتنا، وسنخلّد ذكراها.
أعدك مرة أخرى يا رفيقي، أن أعيش الحرية في أفكاري ومشاعري وحياتي، وأن أجعل خصائصها مبادئي، وأن أكافح على هذا الأساس.





