أخبارالمرأةمقالات

الى متى هذا العنف

فدرسيون جرحى الحرب

وكيف سنرفع هذا الحصار الذي يضيق الحياة على المرأة، رغماً عن التغيير والفرق الموجود بين المكان والزمان الذي نحيا فيه؟

إلى متى سيتفوق الرجل في تصعيد وتيرة ذهنيته؟

ومتى ستنتهي هذه المعاناة؟ ومتى سيسعى الرجل إلى رؤية هذا الوضع المفجع الذي بات يبتلع نفسه بنفسه مع مرور الزمن؟

أن الشيء الملفت للنظر في هذا العقد الأخير، هو التطور في إعطاء الأهمية لإحراز تنظيم النساء وانتشارهم في كافة الساحات والميادين الأجتماعية والمدنية تحت راية الكفاح والنضال في سبيل إستقلال المرأة دون الإنحياز نحو سياسة الرجل أو البقاء تحت ظله، فالمرأة أصبحت في حالة من البحث عن كيفية تثبيت الأولويات السليمة لمسيرتها وطراز كفاحها اعتماداً على جهودها وقوتها الذاتية. ومع التقدم نحو وضع إستراتيجية نضال الحرية والمساواة وإيجاد الصيغ والحلول المناسبة لمشاكلها العامة، عبر مدرجات هذا الكفاح الإستراتيجي وحسب البرنامج الذي خُطط لهذه المرحلة ستسعى إلى إحراز الإنضمام لهذه النشاطات بشكل فعال.

ومن خلال هذه التطورات نجد بأن المرأة باتت تتحدى وتحارب ضد الحصر والضغط والتعذيب والاغتصاب وذهنية الرجل الرجعية وظواهر العنف والشدة التي تنبع من قمع الدولة بشكل منظم وبوتيرة عالية من الكفاح والمقاومة. وبالتعاون المتبادل فيما بينهن قمن بتقرير مصيرهن وقدرهن المشترك دون وضع الفرق والتمييز بين الطبقات والحدود المرسومة على هذه الجغرافيا التي ننتمي إليها.

لهذا فإعطاء الأهمية لنضال المساواة الأجتماعية واستيعاب حركة تحرير المرأة ستكون من مهامنا الأساسية. لأننا عن طريق هذا الكفاح سنوجد الإمكانيات والظروف المؤدية لتحويل وتغيير المجتمع، وإحراز تطورات وإنجازات كبيرة في كافة المجالات الاجتماعية لأجل تأمين المنافع والمصالح الإنسانية المشتركة في المجتمع. وبهذه الوتيرة ستنجح المرأة في إيجاد أمكانية حياة جديدة خالية من الانتحار والعنف والاعتداء والفحوش والاغتصاب والجهالة والحرمان من المشاركة في المجالات السياسية والإقتصادية المستقلة، فبهذا المستوى العالي من الوعي والوحدة والتضامن والفوائد والإمكانيات التي تكتسب من الثورة العلمية والتكنولوجية الحديثة ستتفوق المرأة في إحراز منظمات مدنية واسعة وستجد بأن تحرير المجتمع وإنقاذه من هذه الكوارث ليس بشيء مستحيل وصعب إلى هذه الدرجة.

ونحن كحركة المرأة الكردستانية قمنا بعقد اجتماع موسع لتقييم أوضاع النساء ومعاناتهن المشتركة على الصعيد العالمي وفي المنطقة بشكل معمق، وبنفس الوقت قمنا بتقييم أوضاعنا كحركة تحرير المرأة الكردية، وتعيين المواضيع والخصوص الأساسية للنقاش عليها، وكيفية إيجاد السبل التي ستساعدنا على تجاوز نقاط ضعفنا وأخطائنا في غضون عام 2005. وطرح برنامج ومخططٍ واقعي لهذه المرحلة التي بحوزتنا.

فبتجمع منظمات PAJK وÖKB وممثلات حركة المرأة في المؤسسات المدنية والسياسية الموجودة في المؤتمر الشعبي قمنا بتشكيل علاقة متبادلة فيما بين هذه المنظمات والمؤتمر الشعبي على أساس التضامن والتعاون المتبادل في المجالات التنظيمية خلال هذا الاجتماع، والقيام بتعزيز نشاطات المرأة المستقلة ضمن الأجزاء الأربعة في كردستان وتنظيمها، و إبداء أهمية بالغة لحركة تحرير المرأة وضرورة توسعها وأنتشارها في كافة الساحات النضالية وبالأخص في ساحة الفعاليات السياسية والتنظيمية دون غض النظر عن حساسيات المرحلة ومتطلباتها الأولية. والوقوف في الصفوف الأمامية للنضال والكفاح ضد الضغط والعراقيل والمصاعب التي تعيق مسيرة هذه الحركة.

فإذا لم تستطع المرأة تحقيق استقلالها وحريتها لن تستطيع الوصول إلى أهدافها وأمالها السامية والقيمة في حيز مسيرتها وحياتها النضالية. فغالباً ما نقوم بإضاعة أوقاتنا في ساحة النضال العام وننسى واجباتنا ومهامنا المصيرية نحو حركة تحرير المرأة، لهذا يتوجب علينا أن نعطي الأهمية والاولوية لكفاحنا في سبيل حريتنا وأستقلالنا الجنسي. لأن حرية المجتمع يمر عبر حرية المرأة وكافة الحريات تنام تحت أرضية هذه القضية الإنسانية، لهذا فكيف نستطيع أن نبرر ضعفنا وعدم وصولنا إلى درجات رفيعة من الحرية بإنشغالنا الدائم بالنشاطات العامة؟

وماذا نعني ونقصد من هذه الإدعاءات؟

ألا نعلم كيف ومتى وأين وبأي هدف سننضم إلى النضال العام؟

وبنفس الوقت متى وأين سنسخر كافة جهودنا وامكانياتنا في سبيل تطوير وتصعيد حركتنا التحررية؟

وما معنى هذا النضال العام الذي يعيق كفاحنا وسيرنا في سبيل خدمة المرأة والفرد؟

ففي اجتماعنا الأخير قمنا بالإجابة على هذه الأسئلة وتحليل كافة التقربات والمفاهيم التي تخدم هذا الوضع السلبي في حيز حركتنا التحريرية.

فإنضمامنا إلى النشاطات العامة التي تخدم حرية المجتمع يجب أن لا تصبح وسيلة تبعدنا عن نضالنا ونشاطنا في سبيل حريتنا وكسب هويتنا الجنسية. وأن لا يسبب في تجزئة وحدتنا وتضامننا، و أن لا نتقرب من مصطلحات القوى والسلطة والإرادة الفردية حسب طابع وذهنية الرجل. بل أن نتحرك بإرادة حرة وشجاعة ووضوح تام في أهدافنا ونضالنا الطويل والشاق والبارع في سبيل تنشئة نظام ديمقراطي جديد وإحراز انتصارات ونجاحات موفقة في حركة تحرير المرأة.

ويجب ان نسعى إلى مكافحة النظام الذكوري الذي يتجرأ على قتل المرأة من الناحية الروحية والبدنية وندافع عن حقوق المرأة في كافة المجالات الحياتية، وأن نضع الحد للعنف والاعتداء والهجوم اللإنساني ضد المرأة، أن نكون حذرات ومنتبهات نحو ظواهر الإغتصاب و الشدة نحو المرأة في كافة أنحاء العالم. وأن نتسلح من الناحية السياسية ونتخلص من الضعف والنقص الذي مازلنا نعاني منه في هذا المجال، وأن نتعلم كيفية تطبيق واجباتنا نحو خط الحرية، وتقوية هذه الحركة التي يقودها القائد الفذ أبو، ألم يكن تقرب القائد أبو من حرية المرأة على هذه الشاكلة(أن حرية المرأة هي أساس كافة الحريات )؟ لهذا نبين بشكل واضح بأن هدفنا من جميع العمليات والإحتجاجات والمظاهرات الديمقراطية هو في سبيل حرية القيادة والمرأة بشكل عام.

وكافة التعمقات التي تدور حول حقيقة القيادة والحرية ستضمن لنا إمكانية اللقاء مع حقيقة المرأة والحرية، وأن نتقرب بحذر ودقة فائقة من مسألة المرأة، ولا نفسح المجال لطرح الحلول التي تنحاز وتنحرف عن خط القيادة، وأن نجعل من عام 2006عام اللقاء مع الحرية والتوسع على أساس التنظيم في جميع الساحات النضالية، وأن نقف ضد كافة أنواع الغصب والاضطهاد والضغط الذي ينبع من سياسة الدولة وذهنية المجتمع الرجعي، وسيكون النصر حليفنا عن طريق تطوير وتحقيق استقلال كفاح المرأة في كافة الساحات النضالية.

 

 

المقالات الأكثر قراءة

تحقق أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى