
بمناسبة ذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني
أيها الحضور الأعزاء…
تقي اليوم في ذكرى عظيمة في تاريخ شعبنا، ذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني في السابع والعشرين من تشرين الثاني عام 1978.
هذا اليوم لم يكن مجرد إعلان عن حزب، بل كان بداية مرحلة جديدة لشعبنا، مرحلة وضع أسسها القائد عبدالله أوجلان بفكره وفلسفته، وليس فقط بتنظيمٍ سياسي، بل بمشروع تحرري شامل.
أيها الحضور…
القائد لم يؤسس حزبًا فقط، بل قدّم فلسفة كاملة للنضال:
فلسفة الحرب الشعبية، الثورة المجتمعية، والاعتماد على قوة الشعب نفسه في الدفاع عن وجوده وهويته.
وبهذا الفكر، أعاد القائد إحياء مفهوم الحرب الشعبية الثورية التي عرفها العالم في تجارب كبرى مثل الصين وفيتنام، لكنه أعاد صياغتها بطريقة تناسب واقع كردستان والشرق الأوسط.
هذه الفلسفة لم تبقَ مجرد كلمات…
لقد تحوّلت إلى واقع في ثورة روجافا، وبشكل خاص في كوباني، حيث وقف الشعب بكل مكوناته، رجالاً ونساءً، كبارًا وصغارًا، ليكتبوا واحدة من أعظم صفحات المقاومة.
وبفضل فكر القائد، تحوّلت كوباني إلى رمز عالمي للصمود، وأصبحت روجافا نموذجًا للحرب الشعبية ضد داعش، تلك القوة التي حاولت كسر إرادة الشعوب، لكنها فشلت أمام إرادة الإنسان الحر.
كما أسّس القائد بفلسفته أول نموذج ديمقراطي حقيقي في الشرق الأوسط:
نموذج يقوم على العيش المشترك، أخوة الشعوب، والعدالة الاجتماعية، نموذج أعطى مكانة حقيقية للمرأة، وللمجتمع، ولجميع المكونات دون تمييز.
هذا النموذج لم يحدث بالصدفة… بل بفضل فكر القائد الذي وضع أسس الديمقراطية المجتمعية، بعيدًا عن الدولة القومية والسلطة المركزية القمعية.
أيها الحضور…
عندما نتحدث عن النضال، نتحدث عن الشهداء، ونتحدث أيضًا عن جرحانا الأبطال – شهداؤنا الأحياء، الذين حملوا جراحهم مثل أوسمة الشرف، ووقفوا من جديد رغم الألم.
كل التحية لهم… وكل الاحترام لتضحياتهم.
ختامًا…
في ذكرى التأسيس نقول:
المجد لشعبنا الكردي…
الرحمة لشهدائنا…
التحية لجرحانا الشهداء الأحياء…
وكل الحرية للقائد عبدالله أوجلان…
وكل الوفاء لفكره الذي حرّر الإنسان قبل أن يحرّر الأرض.
شكراً لكم جميعاً.






