
الشعب الكردي، أحد أقدم شعوب بلاد ما بين النهرين والشرق الأوسط، تعرّض لسنوات لضغوط وقمع غير مسبوقين من قِبَل الدول المحتلة والاستعمارية. هذا الشعب، بقيمه، صنع تقدمًا عظيمًا للبشرية، ووصل إلى حدٍّ لم يستطع أحدٌ أن يُدركه. في ظلِّ ظرفٍ عصيبٍ للغاية، بدأ القائد آبو نضالًا عظيمًا شمل جميع قيم الإنسانية. وبالطبع، فإنَّ مسألة إيقاظ الشعب ونهضته مسألةٌ بالغة الخطورة. ورغم خطورتها، كرّس القائد آبو نفسه لهذه المهمة الإنسانية.
بدأ القائد، مع مجموعته الصغيرة، نضالًا تاريخيًا. كحفر بئر برأس إبرة، أنتج الماء وأنار عقول الشعب الكردي. استيقظ الشعب الكردي، بصوت كاوا مظلوم دوغان المعاصر، وحماسة جسد الأربعة، ومقاومة كمال وخيري المنقطعة النظير، من سباته العميق ودخل المعركة مع صوت طلقة بندقية عكيد.
رغم كل الصعاب والتحديات، واصل الشعب الكردي مسيرته بقائده ومقاتليه. لم يعترف المجتمع الكردي في أجزاء كردستان الأربعة بأي حدود. بعزيمة وإصرار وشجاعة، وصلوا إلى ما نحن عليه اليوم.
أُخليت آلاف القرى الكردية في شمال كردستان وأُحرقت. هُجّر الناس، وسُلبت أراضيهم ومنازلهم. ورغم كل هذا، لم تستطع الدولة التركية تهدئة الشعب الكردي الذي استيقظ من سبات دام مئة عام مع حركة آبو. اختُطف آلاف الوطنيين والمتعاطفين الشرفاء، وعُذّبوا، وقُتلوا على يد عصابات الدولة.
دافع الشعب الكردي بفخر عن شهدائه، وتحولت مئات القرى والأقضية والمدن في نصيبين وجزيرة وديار بكر وغيرها إلى بؤر للمقاومة. هذا الحماس والولاء والانتماء القوي للنساء والشباب الكرد للقائد ومقاتلي الحرية وحركة آبو.
لا يتصورنّ أحدٌ أن روح المقاومة التي أسسها وطوّرها القائد آبو وحزب العمال الكردستاني ستزول يومًا ما. ستبقى هذه الروح حيةً دائمًا. روح مقاومة حركة آبو منتشرةٌ الآن في كل مكان. ستتجلى هذه الروح في وجوه شباب وشابات كردستان وبلاد الرافدين والشرق الأوسط. ستبقى روح النهضة في قلوب كل كردي شريفٍ وصامد، وستُبنى مستقبلٌ حرٌّ ومتساوٍ للبشرية جمعاء.
وعلى هذا الأساس أهنئ بمناسبة الذكرى الـ47 لتأسيس حزب العمال الكردستاني وعيد النهضة الوطنية، وأخص بالذكر صناع الأمل والحرية القائد عبد الله أوجلان، وجميع أصدقائنا وحلفائنا وشعبنا الكريم والفخور.
علينا أن نحتفل بهذا العيد المقدس بحماسٍ كبير في جميع المجالات. علينا أن نرفع صوتنا إلى جميع الناس ليقوموا بدورهم في تحقيق عملية الحل السلمي وبناء مجتمع ديمقراطي.






