أخبارالمزيدمقالات

جرحى الحرب: مصدر القوة والشجاعة في النضال

فدراسيون جرحى الحرب

نعتبر جرحى الحرب أصدقاءً وأقارب، ونسعى لمساعدتهم. لكن من المهم أن نعرف أننا لن نستطيع فهم نفسيتهم تمامًا، والتجاوب معهم، ومساعدتهم. ففي النهاية، كثيرًا ما يقولون: “يا أصدقاء، أنتم لا تستطيعون فهمنا. أنتم لا تستطيعون الاستجابة لمعاناتنا”. عندما نقول للبعض: “نستطيع الاستجابة لكم”، يقولون لنا أيضًا: “عندما أستيقظ صباحًا، لا أستطيع النهوض من فراشي وحدي، ولا أستطيع قضاء حاجتي من غسل يدي ووجهي، كيف تشعر؟”

 

بالطبع، كل تصريح من هذا القبيل يُحرق قلوب الناس. يزداد كره الناس وغضبهم تجاه العدو وجميع القوى الحاكمة. يحتقر الناس الدولة ويدينونها، فهي أداة إكراه، ويسعون لنشرها ودفنها في قلوبهم.

عندما أفكر في وضع زملائي الجنود، يحترق قلبي كالنار، وتذرف دموعي دمًا. أريد أن أكون دواءً لألمهم. لكن للأسف، لم أعد أستطيع أن أكون أيديهم وأعينهم وخطواتهم كما في السابق.

 

فقط كصديق ورفيقة أستطيع التحدث إليهم قليلًا، والإنصات إليهم، حتى يتحلوا بالصبر، وينتقموا من أمراء الحرب، ولا يشعرون أنهم لا يستطيعون فعل شيء. أشرح لهم أنه فقط عندما تكون أفكارهم ومشاعرهم وأرواحهم سليمة، يمكنهم فعل الكثير من أجل الثورة والمجتمع. كما أحاول مساعدتهم، كفرد على أرض الواقع، في المجالات الروحية والأخلاقية. أعلم أنهم يزدادون قوة مع مرور الوقت، ويتعمقون في دراسة واقع الحرب.

 

أرى زملائي أذكياء للغاية وواثقين من أنفسهم. عندما يتعلق الأمر بعملهم واحتياجاتهم، أقول: “هل كنت سأتمكن من القيام بكل عملي بنفسي؟” كما أنني مندهش من ذكائهم وحكمتهم. الرفيق فداكار، سلنا، تكوشين، ازي، ريزان، قهرمان، عكيد… من بين هؤلاء الرفاق الذين يعملون بلا كلل بشجاعة وإيمان وعزيمة كبيرة في عمل الحركة وجهودها،إنهم يقدمون مساهمات مهمة في عمل وجهود الثورة الإنسانية. هؤلاء الرفاق دائمًا ما يكونون مبتهجين ومتحمسين وسعداء. إنهم مصدر القوة والشجاعة والمعنويات في نضالنا.

 

علينا أن ننتبه لرفاقنا ونتفهمهم. عندما أقول إننا يجب أن نساعد رفاقنا، لا أعني أن نذهب ونرفع معنوياتهم. إن تقديرهم والاستماع إليهم وخلق فرص لتطورهم أمر بالغ الأهمية. وعلى وجه الخصوص، من المهم الشعور بحالتهم النفسية وفهمها. يجب علينا أن نعطي ونستقبل معهم بطريقة روحية، أكثر من مجرد مادي. ولكي يزدادوا ثراءً فكريًا ونفسيًا، يجب علينا أن نوفر لهم فرصًا تعليمية.

 

لقد قال القائد آبو “جرحى الحرب هم شهداء أحياء”. كما أنهم يُنظّمون أنفسهم بناءً على هذا العزم والتقييم المُقدّس. ولكي نُعطي معنىً لأصدقائنا ورفاقنا علينا أن نسعى إلى التغلغل في حياتهم. علينا أن نُقدّرهم، ونُحبّهم، وأن نقترب منهم دائمًا بحماسٍ ومعنوياتٍ عالية. هذه هي القيم الأثمن، وهي دليلٌ ملموسٌ على تضحيات ثورتنا وكفاحنا.

*رفاقهم في النضال

اترك تعليقاً

المقالات الأكثر قراءة

تحقق أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى