“نعتز من صميم قلوبنا بشهدائنا”

تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ استشهاد رفيقنا محمد حمدان، الملقب بأبي واصل، الذي ناضل بعزيمة من أجل حرية الشعوب حتى الرمق الأخير. نستذكر رفيقنا محمد باحترام وإجلال.
يُطلق القائد آبو على جرحى الحرب لقب “شهداء أحياء”، ويُولي أهميةً وقيمةً كبيرتين لرفاقه الجرحى . في السنوات السابقة، عندما كان يُصاب المقاتلون في جبال كردستان ويضحون بجزء من حياتهم، كان القائد آبو يأخذهم من الجبال إلى ساحة القائد في دمشق ويعالجهم. كان القائد آبو مشغولاً للغاية برفاقه الجرحى، يُدربهم ويُخبرهم أن من ضحوا بجزء من حياتهم يجب أن يُقاتلوا بضراوة أكبر من أجل الحرية وأن يُدركوا قيمتهم. وحتى الآن، لم ينس القائد آبو جرحى الحرب. يقول القائد: “كما دفعوا ثمن الحرب، عليهم أن يُؤدوا دورهم بإتقان في السياسة. من حارب يستطيع أن يُمارس السياسة أيضًا”.
ينبغي على جرحى الحرب أن يبذلوا قصارى جهدهم، وأن يُعنوا بعملهم. ومن بين هؤلاء الجرحى الذين تصرفوا بهذه المعرفة الرفيق محمد، الذي انضم إلى صفوف ثورة الشعب عام ٢٠١٧. خاض الرفيق محمد نضالًا قيّمًا بحماس وتفانٍ كبيرين، أداءً لواجبه التاريخي تجاه الشعب. فقد الرفيق محمد عينيه في الحرب. ومع ذلك، ناضل بفكره وروحه ومشاعره، وكان قلبه يتوق إلى حرية الشعوب ومساواتها. كان يقول أحيانًا، عند حديثه عن ثورته: “ليتني بقيت وحدي وشاركت في حرب الدفاع عن النفس”.
كان الشهيد محمد دائمًا وفيًا ونشطًا ومخلصًا لثورته. ناضل البطل والقائد الشجاع دائمًا من أجل وحدة الشعوب وأخوة الشعوب. كان يؤمن بوحدة الشعوب. كان الرفيق محمد سعيدًا جدًا برسالة القائد آبو إلى شيوخ ووجهاء القبائل العربية، وكان يردد دائمًا: “القائد آبو يقاتل من أجل جميع الأمم. أؤمن بأن قائدنا سينتصر بجهده ونضاله”.
لقد أحزننا استشهاد هذا المقاتل الشجاع، حزنًا عميقًا. نعلن أن نضال الرفيق محمد سيستمر وسيبقى حيًا في قلوبنا وعقولنا.
يقول القائد آبو: “نحن لا ندفن الشهداء على الأرض، بل ندفنهم في قلوبنا”. وعلى هذا الأساس، نتقدم بأحر التعازي لعائلة الشهيد محمد، ونقول إنكم محظوظون جدًا بمثل هذا الابن البطل والبار. نتمنى لعائلته وشعبنا والقائد آبو الصحة والعافية.
ننحني مجددًا أمام عظمة وجلال شهيدنا محمد، ونعدكم بأننا سنقود نضال شهدائنا إلى النصر.
فدرسيون جرحى الحرب في شمال وشرق سوريا