منذ العصر الحجري القديم إلى العصر الحجري الوسيط، وحتى العصر الحجري الحديث، تولت المرأة جميع المهام والأدوار القيادية. قامت الأم بدور الأم والقائدة والمعالجة. تولت المرأة دور القيادة لحماية وإطعام عشائرها. هناك دائمًا مجتمع حول المرأة، وهذه سمة طبيعية. وحتى اليوم، لا تزال المرأة تؤدي هذا الدور.
عندما تكون الأم بجانب مريض، لا تنام أبدًا، بل تسهر ليلًا ونهارًا أمام أطفالها وزوجها، تحميهم وترعاهم. لكن الرجل أو الأب ليس كذلك، فهو يتخلى عن عائلته وزوجته. نعلم جميعًا أن دور المرأة في المجتمع بالغ الأهمية، ولكن غالبًا ما يتم تجاهل هذه السمة. لم تترك المرأة نفسها أبدًا دون دور ورسالة، لكن الرجال لطالما كانوا يغارون منها، ويريدون التقليل من شأنها وتهميشها. يريد الرجال دائمًا أن تكون النساء تحت سيطرتهم. فيما يتعلق بالأمور المادية، يُريدون من النساء أن يُقدّرنهن أو يُحتقرنهن.
كما شرحنا في البداية، لطالما كان دور المرأة في المجتمع الطبيعي هو الدور الرئيسي، فقد عُرفت المرأة دائمًا بتضحياتها وكفاحها. لكن للأسف، خضعت النساء لاحقًا للضغط والقمع من قِبل الرجل المُسيطر، وحُكم عليهن بالخضوع.
بسلطة الرجال، التي حرمت النساء تدريجيًا من دورهن القيادي، أصبحت النساء عبيدًا، وبوجودهن، استُعبد المجتمع أيضًا. منذ ذلك الحين وحتى اليوم، استعبد عصر الحداثة الرأسمالية النساء واستخدمهن كأدوات في حرب خاصة. بمرور الوقت، أصبحت النساء خادمات في المنزل، والرجال هم المسيطرون. هن يخدمن ويتكاثرن فقط. في نظر المجتمع، النساء فقط هن من ينجبن الأطفال ويُعتبرن خادمات بلا أجر. تُرتكب أنواع عديدة من الضرب والعنف ضد النساء، وهي أفعال يُعتبرها المجتمع طبيعية جدًا. غالبًا ما تُقتل النساء على يد آبائهن أو إخوتهن أو أزواجهن أو أحبائهن. تُحرم النساء من جميع حقوقهن، ولا أحد يُسائلهن. مع ظهور أفكار وفلسفة القائد آبو، عادت المرأة إلى معرفة ذاتها واعتمدت على نفسها. يمكننا القول إن النساء مدينات للقائد آبو. علينا أن نهتم بعمل القائد، ونصقل شخصياتنا وفقًا له، وأن نثق بأنفسنا. عندما بدأ القائد آبو نضاله وأتاح للنساء فرصة المشاركة في حركة الحرية وصفوف المقاومة، ارتفعت آمالهن في قيادة المجتمع من جديد. اتحدت النساء الكرديات مع أفكار القائد آبو، وشاركن في النضال العسكري، وقمن بالعديد من الأعمال التضحية بالنفس.
برأيي، كلما نظمت المرأة نفسها، زادت قدرتها على تحقيق ذاتها، ولم تعد بحاجة إلى رجل. كانت المرأة رائدة في جميع العصور تقريبًا قبل نظام الدولة الرأسمالية والحداثة، واليوم، من خلال النضال والتنظيم الذاتي، يمكنها الارتقاء إلى دورها التاريخي. إن حركة تحرير المرأة التي نشأت في جبال كردستان تُتيح اليوم هذه الفرصة للنساء في الشرق الأوسط والعالم بكل الطرق الممكنة. يمكن القول إن المرأة ذكية جدًا وتبذل جهدًا كبيرًا. يُكثر الحديث عن العمل الجاد وحقوقه، لكن لا أحد يتحدث عن حقوق الأم، وهذا أيضًا خطأ فادح. من الضروري التحدث عن جهد الأم أولًا، ورؤية عملها الجاد بوضوح. برأيي، المرأة ركن أساسي يُكمل المجتمع، ولا يُمكن الاستغناء عنها.
لقد أثبتت المرأة قوتها وإرادتها وقيادتها من خلال نضالها. واليوم، يُقرّ الجميع بأن “المرأة هي حياة الحرية”. ترى المرأة نفسها رائدة وقائدة، وهذا أيضًا ثمرة جهود القائد آبو والشهداء الأبطال.
