
في ١٤ من تموز، شهد سجن آمد حدثًا تاريخيًا غير مجرى التاريخ، حيث سجلت تلك اللحظة انتصارًا جديدًا على الفاشية التركية، التي لطالما سعت للقضاء على كل صوت مناهض لها. شكلت مقاومة سجن آمد بداية ملهمة، تمثلت في صرخة مظلوم التي دوّت في وجه السياسات القمعية، معلنة بذلك بداية مرحلة جديدة من الصمود والمقاومة، مستندة الى فلسفة وفكر القائد الاممي عبدلله اوجلان وانطلقت من مقولة “المقاومة حياة” التي أصبحت لاحقًا شعارًا للثوار.
تبدأ هذه المقاومة بالتبلور مع فرهاد الذي حمل شعلة المقاومة على أكتافه، مقاومة ١٤ من تموز. هذا التاريخ لم يكن مجرد يوم عادي في سجل الذاكرة، بل كان نقطة تحول تمثلت في إعلان رفاقنا كمال بير، محمد خيري دورموش، عاكف يلماز، وعلي جيجك إضرابهم عن الطعام حتى الموت رفضًا لسياسات التعذيب والاضطهاد التي كانت تفرضها السلطات التركية في تلك الحقبة.هم شهداء هذ الانتفاضة وهذ المقاومة
إن مقاومة 14 تموز لم تكن مجرد حدث عابر، بل أصبحت رمزًا للقوة والمثابرة، وأثبتت أن الإرادة الحديدية للأفراد يمكن أن تتحدى أبشع أشكال القمع. كان أولئك الرفاق الذين ضحوا بأرواحهم من خلال الإضراب عن الطعام حتى الموت، هم الجسر الذي ربط بين الأجيال المقاومة وأدى إلى إشعال شعلة نضال الحرية من جديدة في مختلف أنحاء العالم.
وفي هذه اللحظات الحاسمة، كان من الواجب على الرفاق الذين يقاومون من خارج أسوار السجون أن يستلهموا من هذه المقاومة التاريخية قوة لمواصلة النضال. لا يمكن أن ننسى أن التضحيات التي بذلها أولئك الرفاق الشهداء يجب أن تكون منارة تضيء دروبنا، وتذكرنا بأن الطريق نحو الحرية والمساواة ليس سهلًا، بل محفوف بالمخاطر.
لذلك، إن معركة 14 تموز ليست مجرد انتصار على الفاشية، بل هي دعوة لكل شخص ملتزم بالحرية والعدالة للوقوف في وجه الظلم ومواصلة العمل من أجل عالم أكثر إنصافًا. إن روح مقاومة 14 تموز لا تزال حية فينا، وهي تذكرنا دوماً بأن هناك دومًا أملًا في النضال وأن التغيير يبدأ من الإرادة الصلبة والتضحية المستمرة من أجل القيم الإنسانية السامية.
عزيز حسكة.