
والله اكتب هذا الكلمات وعيني تذرف الدموع لفراق الاخت والرفيقه والام التي كانت لنا
لم تكن الرفيقة آزادي حلبجة اسمًا عابرًا في ذاكرة الأرض، بل كانت حكايةً تمشي على قدمين، تحمل في عينيها وجع حلبجة، وفي قلبها وعد الحرية. وُلدت من رحم الألم، من مدينة تعلّمت باكرًا معنى الصبر، مدينةٍ اختنق هواؤها يومًا بالسم، لكن روحها لم تختنق أبدًا.
كبرت آزادي وهي تسمع حكايات الشهداء، وتعدّ أسماءهم كأنها نجوم في سماء ليلٍ طويل. لم تكن تحلم بحياةٍ سهلة، بل بحياةٍ ذات معنى. كانت تقول: “إن لم تكن حياتي طريقًا لحرية الآخرين، فلا قيمة لها”.
اختارت طريق الكادر بوعيٍ كامل، لم يُجبرها أحد، ولم تُغوِها شعارات. كانت تعرف أن الطريق صعب، مليء بالحرمان، بالبرد، بالجوع، وبالفراق. لكنها كانت ترى في كل ذلك ثمنًا بسيطًا أمام كرامة شعبٍ كامل.
آزادي لم تكن فقط مناضلة، كانت أختًا، وصديقة، وأمًّا صغيرة لكل من حولها. كانت تُضمّد الجراح قبل أن تُرفع البنادق، وتبثّ الأمل قبل أن تُلقى الخطب. حين كانت تتعب الرفيقات، كانت هي من تبتسم وتقول: “سنرتاح يوم تنتصر الحرية”.
في الليالي القاسية، كانت تكتب أسماء الشهداء في قلبها، وتحدّثهم كأنهم حاضرون. لم تخف من الموت، لكنها كانت تخاف أن تموت القضية. ولهذا بقيت ثابتة، صلبة كجبال كردستان، ناعمة كنسيم الصباح على سهول حلبجة.
وجاء يوم الاستشهاد…
لم يكن سقوطًا، بل صعودًا.
لم يكن نهاية، بل بداية.
استشهدت آزادي حلبجة، لكن روحها لم تغب. صارت أغنية على شفاه الرفيقات، وصارت دربًا لكل من اختار طريق الحرية. دمها لم يُراق عبثًا، بل كتب سطرًا جديدًا في تاريخ النضال، سطرًا يقول: “المرأة الحرة لا تُهزم، وإن استشهدت”.
اليوم، حين نذكر آزادي، لا نبكيها فقط، بل نعدها. نعدها أن الطريق سيُكمل، أن الراية لن تسقط، وأن حلبجة ستتنفّس يومًا هواء الحرية الذي حلمت به.
الرحمه لكي هفال ازادي نحن على دربك سائرين
المجد للشهيدة آزادي حلبجة
الخلود لكل الشهداء
والنصر لروح المقاومة والحرية للقائد(ابو)عبدالله اوجلان





