
إلى متى سيستمر العنف؟ العنف ينمو كوحش عملاق ويهدد بابتلاع البشرية كلها. عندما يفكر المرء في موضوع العنف، يجد الأمر صعباً للغاية. يصل الإنسان إلى حالة من الجنون. لقد قرأنا بيان القائد آبو الذي أرسله من السجن ونحن نتمعن فيه. لقد فهمنا أن عقلية القتل والعنف الذكوري تعود إلى 30 ألف سنة قبل الميلاد. وما زالت هذه العقلية مستمرة. يومياً، تُقتل عشرات النساء داخل المنازل. وفي خنادق الحرب، يُقتل مئات الشباب الذكور، وهناك وضع غريب جداً.
لكنني ما زلت لا أرى رد فعل النساء والمجتمع ضد العنف والقتل. أسأل: ما الذي يلزم كي تتعرف النساء والمجتمع على أنفسهم ويواجهوا عنف عقلية الرجل السلطوي في الساحات؟ الحقيقة هي أنه يجب على النساء أولاً أن يرفعن أصواتهن ويقلن: “نحن لا نقبل الظلم، العنف، القتل، النهب، والاعتداء على النساء.” من الضروري أن يتخذن موقفاً ضد جميع أنواع القتلة المستبدين. لسوء الحظ، لا يزال هناك فردانية ويتم حماية القتلة. طالما بقيت هذه العقلية، سيبقى الظلم والقتل. وطالما يتصرف الناس بهذه الطريقة، سيجد العدو فرصة في المجتمع وسيقضي عليهم كقتلة مستبدين.
إذا كان المجتمع مصمماً على السير خلف إيديولوجية وسياسة القائد عبد الله أوجلان، فسوف ينجح بالتأكيد. لكن إذا تذبذبوا هنا وهناك، فسيسود الاستعباد والاحتلال علينا. وسيزداد الوضع الراهن سوءاً. من الضروري اتخاذ قرار واضح وأن يعي الجميع الوضع. مشاكلنا ليست فردية، بل اجتماعية. لذلك، يجب علينا اتخاذ قرارنا جماعياً.
القائد آبو يحاول منذ عشرات السنين، في أصعب الظروف، بناء حياة حرة خالية من العنف والضغط من أجلنا. أن ينير طريقنا بفكره وفلسفته. القيادة تسعى لحل القضية الكردية في جميع الأجزاء الأربعة. وما زال يعمل بحماس وحيوية الشباب من أجل ثورة الحرية. يدعو الجميع إلى وضع أيديهم تحت الحجر، والنضال من أجل حياة مشتركة، متساوية، وحرة.
لقد عانى شعبنا الكردي كثيراً من غدر الخيانة. وإذا قلنا: “الخيانة هي السبب الرئيسي وراء بقاء الشعب الكردي تحت الاحتلال حتى الآن”، فلن يكون ذلك خطأ. كانت الخيانة السوداء دائماً خنجراً في ظهر الشعب الكردي. لكن القائد آبو، بفكره الغني وأفكاره ونضاله الإيديولوجي، أنهى الخيانة، وجعل الشعب الكردي كله موحداً يوماً بعد يوم. قيادتنا اليوم أيضاً تدعو إلى عملية السلام والمجتمع الديمقراطي بناءً على هذا النضال.
لا توجد لدينا فرصة أخرى سوى النجاح. يجب على الجميع الاستعداد لنضال النجاح. يجب على جميع أفراد المجتمع، وخاصة النساء، أن يدركوا هذه الحقيقة، وأن يتحدوا ويصبحوا نشطين. لا ينبغي لأحد أن يرمي عبئه على الآخر. يجب علينا جميعاً أن نقوم بمهام وعمليات المرحلة. على أساس الوحدة والتضامن من أجل النجاح، يجب أن نعمل أكثر من أي وقت مضى.






