
يعيش المجتمع بين أمرين متناقضين. لقد توارثت العبودية والهيمنة المتبادلة وأصبحتا رفيقتين مريرتين. أسوأ ما في الأمر هو أن الرجال يعتبرون أنفسهم أحرارًا ومستقلين داخل المجتمع، مما يتسبب في اختناق النساء والرجال في عبوديتهم دون أن يدركوا ذلك. وإلا، فعلى كل من الرجال والنساء أن يدرك أن سبب عبوديتهم العميقة ليس نظام الدولة، بل أنفسهم. يتكون النظام من مجموعة من الناس الذين يغضون الطرف عن الفراغ الذي يعيشه المجتمع ويستمرون في العيش عليه. هؤلاء أيضًا يغادرون المجتمع ويصبحون ظالمين على رأسه. أولئك الذين ترعرعوا على يد أمهاتهم، يصبحون آفة على المرأة والمجتمع. وإلا، يجب دراسة وعي المجتمع جيدًا. يقول القائد آبو: “على كل فرد أن يبدأ بنفسه، وأن ينظر إلى نفسه أمام المرآة ليرى حقيقته”. إذا لم يحدث هذا، فستكون كل امرأة وكل مجتمع في ورطة. سيرحل حاكم، ويأتي آخر مكانه. قد يكون هذا الحاكم امرأة، لأن النساء نشأن أيضًا داخل النظام بعقلية مجتمعية متحيزة جنسيًا. يجب علينا معالجة المشاكل من جذورها، والتحقيق فيها لنتحرر من واقع العبودية والسيادة المؤلم. على النساء والمجتمع إدراك خطر تنشئة أسياد جدد، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهته. والاحتياطات هي أن يتطور المجتمع والنساء ويتعمقن في المجالات الأخلاقية والسياسية. وكما قال القائد آبو: “لا نساء ولا رجال، ولا أحد يُترك خارج الكوميونات”. وهذا بدوره يُصبح مجتمعًا ديمقراطيًا وبيئيًا ومجتمعًا لتحرير المرأة. على النساء والشباب وجميع شرائح المجتمع الابتعاد عن أساليب نظام الحكم المُحرِّض للحرب، والعودة إلى طبيعتهم. على هذا الأساس، سيُدركون حريتهم ويُدركونها. من واجبنا جميعًا ومسؤوليتنا قراءة وفهم دفاعات القائد آبو ومراجعاته وتحليلاته وكتبه. علينا أن نتعمق في فكر القائد. علينا أن نعمل بكل قوتنا لتطوير هذه العملية الجديدة التي يقودها القائد آبو. بنوره، نستطيع تعزيز النضال لتحرير أنفسنا من عقلية الهيمنة وتحقيق النصر الدائم.